فنادق يابانية تقدّم إقامة مجانية إلى أجانب تقطّعت بهم السبل
تقدّم العديد من الفنادق والجامعات اليابانية مسكناً مجانياً للأجانب الموجودين في اليابان، الذين لم يتمكنوا من مغادرة هذا البلد، لأن أوطانهم أغلقت حدودها بسبب جائحة فيروس «كورونا»، ما جعل العديد من الفنادق اليابانية الى تقديم المساعدة للأجانب الذين اضطروا للبقاء في اليابان، ولا يملكون ما يكفي من أموال خلال فترة الإغلاق الحدودي بين الدول. وقام فندق «كانامي إن تاتيماشي» الواقع في منطقة كانازاوا التي تتسم بشعبية كبيرة لدى السياح، في محافظة ايشيكاوا، بأخذ قروض مصرفية بقيمة 80 مليون ين (742 ألف دولار) لتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية في هذه الظروف غير المسبوقة. وقالت إدارة الفندق إنها تأمل في «إعادة الأموال التي دفعها هؤلاء الأجانب للفندق لدى قدومهم إلى اليابان من أجل السياحة في البلاد ومشاهدة معالمها».
وفي البداية قدم هذا الفندق فترة إقامة مجانية لسائحة هولندية في نهاية شهر مارس، وبعد ذلك تلقى الفندق عدداً متزايداً من الطلبات التي قدمها العديد من السياح والطلبة الأجانب للإقامة مجاناً.
50 مجموعة
وبحلول منتصف مايو، اتصل بالفندق نحو 50 مجموعة من الأجانب، بما فيهم الزوجان الأرجنتينيان جرمان كولودرو،31 عاماً، وسيسيليا سيترا، 29 عاماً، اللذان كانا يقيمان في الفندق منذ 6 مايو.
وبعد وصولهما إلى اليابان في سبتمبر الماضي، وحصولهما على إقامة عمل سارية المفعول لمدة عام واحد، كان الثنائي الأرجنتيني يعملان في محافظة ناغانو حتى طلب منهما رب العمل المغادرة بسبب جائحة كورونا. وتمكن الزوجان من العثور على عمل جديد في منتجع أوكيناوا، لكنهما خسراه لعدم وجود ما يكفي من السياح نتيجة انتشار الوباء.
ولكونهما غير قادرين على العودة الى موطنهما، تمكن الزوجان في نهاية المطاف من تأمين مكان للإقامة به في فندق بمنطقة كانازاوا، بعد أن تدخلت السفارة الأرجنتينية. ويقول كولودرو إن العثور على الفندق كان ضربة حظ، ولكنه لايزال يشعر بالقلق حول طول المدة التي يمكنهما الإقامة فيه، نظراً إلى أنه ليس لديهما أي مكان آخر يقيمان فيه. وقالت سيترا إنها وكولودرو محظوظان لأن إقامتهما لاتزال سارية المفعول لمدة أربعة أشهر أخرى، ولكنها أوضحت أن هناك العديد من الأجانب موجودون في اليابان رغم انتهاء إقامتهم.
ولكن خدمات الهجرة اليابانية قالت في بداية شهر أبريل إنها ستحدد موعداً نهائياً للأجانب كي يقوموا بتجديد إقاماتهم بهدف تخفيف الاكتظاظ في مراكز الهجرة. ويهدف هذا الإجراء إلى مساعدة المقيمين الأجانب في الدولة، إضافة إلى الأشخاص الذين كانوا يقومون بالسياحة في اليابان لفترة قصيرة.
غرفة من أجل الإنقاذ
وبالنظر إلى هذه الظروف الصعبة التي تواجه المقيمين الأجانب في اليابان قرر مدير شركة «سلاكتايد»، هيروشي هوسوكاوا، التي تشغل فندق منطقة كانازاوا، البدء في حملة تدعى «غرفة من أجل الإنقاذ»، وتهدف إلى دعوة أصحاب الفنادق إلى تقديم الإقامة المجانية لمن هم بحاجة إليها من المقيمين الأجانب. وشارك حتى الآن في هذه الحملة ثلاثة فنادق تديرها شركتان في طوكيو. وقال هوسوكاوا: «لابد أن هناك الكثير من الأجانب في اليابان يعيشون ظروفاً صعبة، بسبب افتقارهم للمال وعدم وجود مكان يقيمون فيه. وأعتقد أنه يجب على الحكومة أن تسهم في هذه الحملة بصورة فعالة. ولكني سأبذل كل ما بوسعي لتخفيف المصاعب عن هؤلاء الأشخاص».
ويخطط فندق منطقة كانازاوا لمواصلة تقديم الخدمات المجانية للمحتاجين من المقيمين الأجانب في اليابان، إلى حين إيجاد حل لهذه المشكلة.
وفي الوقت ذاته، تقوم جامعة أوساكا في غرب اليابان بتقديم إقامة مجانية لثلاثة طلاب أجانب وباحثين عدة في مدينة سكن الجامعة، حتى تقوم بلادهم برفع الإغلاق المفروض على حدودها. وقال شيكاكو ساكياما، الباحث في مركز الفيزياء النووية في جامعة أوساكا التي تديرها الحكومة، والتي بدأت حملة تقديم المساعدة للأجانب: «عندما كنت أدرس في الخارج، خصوصاً عندما كنت في الثانوية، الكثير من الناس قدموا لي يد المساعدة. ومن الطبيعي أن نقدم يد المساعدة لبعضنا بعضاً في الأوقات الصعبة».