المدونة

فنادق ومزارات سياحية مُهملة.. الأثر بين المهجور والمعمور

إم إيه هوتيلز – خاص

تُغيِّر السنون وعلامات الزمن من شكل ومعالم الأماكن، فتقلِب ما كان مأهولاً عامرًا بالناس إلى مواقع مهجورة بلا فائدة، وصارت مساكنًا خاوية لا روح فيها. معالِمٌ أقل ما يُمكِن وصفها أنَّها مدينة أشباح، ورُبَّما نُسِجَت عنها الأساطير فانقلبت ورقة في تاريخ الأُحدُوثة يتندَّر بها من يتذكَّرها.

مدائن أخرى امتدت لها يد العُمران، الذي اختلفت عوامله، فاذهرت وعاد بريقها وعادت محط أنظار وأخبار العالم. فعاد الفاني إلى الميلاد، والغائب إلى الحضور، وهكذا غَدَت نُزُلاً ومزارات يأتي إليها الناس من كلِّ حَدْبٍ وصَوْب؟

فندق “بوليسيا” الأوكراني

تأثرت بلدة بريبيات بشكل كبير بحادث تشيرنوبيل في 26 أبريل 1986، حيثُ كان فندق “بوليسيا” من أشهر المعالم السياحية، يستضيفُ العديد من الزوار. بعد الانفجار، تركه السكان وهجروا المدينة.

الآن أطلال الفندق تعكس تدهور المكان الواقع في دولة أوكرانيا، وكيف كانت آثار الكارثة على المجتمع؟

فندق “برورا” الألماني

بُني فندق “برورا” الألماني في فترة الثلاثينيات بأمر من أدولف هتلر. كان يمتد على شاطئ جزيرة روجن، ليكون معلمًا سياحيًا ضخمًا. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبح المكان مهجورًا لفترة طويلة. في 2004، بدأت عملية ترميم للمباني لإعادتها للحياة. اليوم، يعود الفندق ليكون وجهة ترفيهية.

منتجع “أغواس دي بوسوت” الإسْباني

تأسس منتجع “أغواس دي بوسوت” في القرن التاسع عشر كوجهة مفضلة للعائلات، حيث ضمّ كازينو ومرافق متنوعة للأطفال، مما ساهم في شعبيته الكبيرة. بعد الحرب الأهلية الإسبانية، تحول المنتجع إلى مستشفى ثم أُهمل بالكامل، مما أضفى عليه غموضًا متزايدًا بسبب الأساطير المرتبطة بالطاعون. اليوم، يُعد هذا المكان في أليكانتي رمزًا لماضٍ عريق، يحتفظ بذكريات زمن بعيد..

مدينة “في فاروشا  القُبرُصية

كانت “في فاروشا” واحدة من أبرز الوجهات السياحية قبل عام 1974، حتَّى أدَّى النزاع بين تركيا واليونان إلى مغادرة سكانها بشكل مفاجئ. تحولت المدينة ” فاماغوستا” إلى منطقة أشباح، حيث فقدت حيويتها.

على الرغم من الماضي المزدهر، تبقى الذكريات فقط على مدينة قُبرصيَّة محاطة الآن بالأنقاض.

“بن هيلز ريزورت” الأمريكية

استقبل منتجع “بن هيلز” العديد من حديثي الزواج في الستينيات في بنسيلفانيا بأمريكا الشمالية. بُني في عام 1944 واحتوى على مجموعة من المرافق المتنوعة. بعد وفاة مالكه في 2009، تعرض المنتجع للتدهور والإهمال فصار مكانًا خاويًا.

اليوم، يُعتبر المنتجع الواقع عند جبال بوكونو مهجورًا، مع بقايا تذكّر بماضيه المجيد؛ عاكسًا تحولًا كبيرًا في الزمن.

“محطة بوكور الجبلية” الكامبودية

تُعرف محطة “بوكور الجبلية” في كمبوديا” بأنَّها مجموعة من المباني الاستعمارية الفرنسية التي بُنيت في أوائل عشرينيات القرن الماضي كمنتجع فاخر على قمة جبل بوكور. تعرضت المنطقة للإهمال لفترات طويلة، لكنها أصبحت الآن أكثر سهولة للوصول بفضل تطوير البنية التحتية.

في السابق، كانتBokor Hill Station  كما هو اسمها بالإنجليزية، تُستخدم كاستراحة للجنود الفرنسيين وتعرضت لصعوبات خلال البناء، مما أدى إلى وفاة عدد كبير من العمال. اليوم، لا تزال معظم المباني قائمة، حيث تخضع المنطقة لعملية إعادة تطوير تشمل تجديد الفندق القديم وبناء مرافق جديدة تحت إشراف مجموعة سوكيمكس، مع خطط لإنشاء مدينة أكبر في المستقبل.

قرية “كاليو” اليونانية

في قرية “كاليو” الغارقة وسط اليونان، بدأت مبانٍ مهجورة في الظهور مجددًا بعد انخفاض مستوى بحيرة مورنوس الاصطناعية، الناتج عن موجة جفاف مستمرة تؤثر على البلاد. وتظهر البيانات أن الاحتياطيات في البحيرة انخفضت بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، مما أثار قلقًا واسعًا من الجهات الرسمية والشعبية. يشير السكان المحليون إلى أن منسوب المياه انخفض بمقدار 40 مترًا، مما أعاد للأذهان ذكريات الإخلاء الذي حدث في السبعينيات أثناء بناء السد، فأصبحت مزارًا للمستكشفين والأثريين.

ختامًا تبقى المعالم والأماكن رهينة عوامل طبيعية وبشرية مختلفة. فانظر كيف كان الزمان شاهدًا على العُمرانُ والهِجران القديرين على تغيير المواقع وقلب موازين الحياة بما عكس معيارًا للقيمة السياحية والتراثيَّة فيها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى