أخبار وملفات

الإمارات.. فنادق تُنافس الوحدات السكنية بعروض «الإقامة الطويلة»

دخلت فنادق في السوق المحلية إلى سوق التأجير السكني، بعد أن أصبحت تنافس الوحدات السكنية في استقطاب المستأجرين، وطرحها عروضاً مخصصة لفترات الإقامة الطويلة.

وقال مسؤولو فنادق لـ«الإمارات اليوم» إن القطاع الفندقي يسعى إلى التكيف مع ظروف السوق الحالية، في ظل جائحة «كوفيد-19»، وتراجع الطلب على السياحة الدولية، عبر إتاحة خدمات تمكنها من استمرار التشغيل، وتحقيق عائدات على غرار الأسواق العالمية.

وأوضحوا أن الأسعار تعتمد على فئة الغرفة أو الشقة الفندقية، وفترة الإقامة المطلوبة، لافتين إلى الاستفادة من مختلف المرافق، بما في ذلك خدمات التنظيف والغسيل، وأندية اللياقة البدنية، والمسابح.

وأشاروا إلى أن بعض المتعاملين يفضلون السكن في فنادق، في ظل الأسعار التنافسية، في وقت لا يرغب آخرون في الارتباط بعقود إيجار سنوية، كما أن هناك شركات تحجز غرفاً فندقية لموظفيها لفترات طويلة.

عروض شهرية

وتفصيلاً، دخلت فنادق في السوق المحلية إلى سوق التأجير السكني، بعد أن أصبحت تنافس الوحدات السكنية في استقطاب المستأجرين، وطرحها عروضاً مخصصة لفترات الإقامة الطويلة. وأظهرت المواقع الشبكية لمجموعة من الفنادق التي تم مسح أسعارها، عروضاً شهرية تراوح بين 3500 و4000 درهم لفنادق وشقق فندقية من الفئة المتوسطة (نجمتان وثلاث نجوم)، ترتفع إلى 5000 و6000 درهم لمنشآت متوسطة تتبع علامات تجارية شهيرة.

تكيّف مع الظروف

وقال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة تايم للفنادق»، محمد عوض الله، إن المجموعة طرحت خلال الفترة الأخيرة عروضاً مخصصة لسكان الدولة للإقامة لفترات طويلة، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من الفنادق العاملة في السوق المحلية، لجأ إلى هذه الآلية التسويقية في إطار التكيّف مع ظروف السوق الحالية في ظل جائحة «كوفيد-19»، وتراجع الطلب على السياحة الدولية.

وأضاف عوض الله أن المنشآت الفندقية في مختلف أسواق العالم، لجأت إلى طرح عروض مغرية لاستقطاب مزيد من المتعاملين، والإقامة لفترات طويلة، مؤكداً أن الفنادق تسعى بالدرجة الأولى إلى تغطية تكاليفها التشغيلية، والتركيز على السياحة الداخلية بشكل أساسي.

ولفت إلى وجود عروض شهرية يجري تمديدها بعد انقضاء الفترة، وأخرى تصل إلى فترات أطول بحسب رغبة المتعامل، مشيراً إلى أن بعض المتعاملين يفضلون السكن بفنادق، في ظل الأسعار التنافسية، في حين يلجأ متعاملون آخرون إلى الفنادق، نظراً إلى أن الوحدات السكنية تلزمهم بعقود سنوية.

معدلات الإشغال

وقال عوض الله إن القطاع الفندقي يسعى إلى التكيف مع الظروف الجديدة، ويلجأ في هذا الإطار إلى توفير خيارات تمكنه من استمرار التشغيل وتحقيق عائدات، لافتاً إلى أن نسبة تراوح بين 10 و20% من معدلات الإشغال في فنادق المجموعة، تعود إلى سكان الدولة الذين يختارون الإقامة لفترات طويلة في الفنادق.

وأكد أن فنادق المجموعة تحقق معدلات إشغال جيدة، تراوح أحياناً بين 70 و80% في منطقة البرشاء، وقرب مركز تسوق «مول الإمارات»، ونحو 83% في الشارقة، مشيراً إلى أن الأسعار تتفاوت وفقاً لفئة الغرف، ومدة الحجز والخدمات، وتبدأ من نحو 5000 درهم شهرياً.

إقامة طويلة

من جانبه، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن الفندق طرح عروضاً لسكان الدولة خلال الفترة الأخيرة، ولاقت ترحيباً في السوق المحلية، لافتاً إلى أن الفندق تلقى طلبات كثيرة للإقامة لفترات طويلة، ولجأ بناء على ذلك إلى طرح عروض شهرية في إطار استقطابهم.

وذكر العوا أن نسبة تصل إلى 40% من نزلاء الفندق حالياً هم من سكان الدولة الذين يفضلون المكوث في الفندق فترات طويلة، مشيراً إلى أن العروض تشمل جميع التكاليف، بما في ذلك الرسوم الخاصة بالبلدية، ودائرة السياحة والتسويق التجاري.

وأوضح أن الأسعار تعتمد على فئة الغرفة أو الشقة الفندقية، وفترة الإقامة المطلوبة، فيما تبدأ من نحو 5000 درهم شهرياً.

وكشف العوا أن نسبة من النزلاء لديهم عقود عمل مؤقتة، ولا يفضلون استئجار وحدات سكنية على مدار العام، في حين أن بعض النزلاء لايزالون يبحثون عن عمل، لافتاً إلى أن بعض الشركات العاملة في السوق المحلية تفضل استئجار غرف فندقية لموظفيها لفترات طويلة، ويتم تمديدها بشكل دوري.

عروض مغرية

وأكد العوا أن العروض التي طرحتها الفنادق العاملة في السوق المحلية مغرية، لكن كلفتها تبقى أعلى بنسبة قليلة مقارنة بالوحدات السكنية العادية، مضيفاً أن الفنادق تنافس الوحدات السكنية من حيث مستويات الخدمة، بما في ذلك التنظيف، وتوفير مختلف المرافق والمستلزمات للضيوف، فضلاً عن مواقف المركبات، وخدمات أندية اللياقة البدنية والمسابح.

ولفت إلى أن الفندق يدرس باستمرار أسعار العروض، للحفاظ على معدلات الإشغال المطلوبة، كما تجري دراسات جدوى في السوق لمعرفة طبيعة الطلب.

وأوضح أن أسعار العروض قابلة للارتفاع، مع ازدياد مستويات الطلب، وفقاً للشروط، مشيراً إلى أن الفندق حقق معدل إشغال وصل إلى 52% خلال أغسطس الماضي، بدعم من السياحة المحلية، واعتبر تلك النسبة من المعدلات الجيدة في ظل الظروف التي يمر بها القطاع الفندقي عالمياً.

الإشغال الفندقي

في السياق ذاته، قال المدير العام لفندق «كابيتول دبي»، مدحت برسوم، إن عروض الإقامة لفترات طويلة المخصصة لسكان الدولة، أسهمت في رفع معدلات الإشغال الفندقي، مشيراً إلى أن بعض النزلاء الحاليين تركوا وحداتهم السكنية لمصلحة الإقامة في الفندق.

وأضاف برسوم أن الشركات تحجز بعض الغرف الفندقية لموظفيها فترات طويلة أيضاً، مشيراً إلى أنه مع تزايد الإقبال، وفر «كابيتول دبي» جميع الخدمات التي يبحث عنها النزلاء لفترات طويلة، بما في ذلك الإجراءات التي يطلبونها بخصوص تنظيف الغرف، ومواعيدها، وخدمات الطعام، والغسيل.

وأكد أنه تم توزيع استبيانات للتعرف إلى متطلبات النزلاء واهتماماتهم، كونهم سيمكثون فترات طويلة.

ولفت إلى أن بعض العروض تصل إلى فترة شهر، ويمكن تمديدها وفقاً لرغبة المتعامل، لافتاً إلى أن الأسعار تتباين عموماً، وتعتمد على فئة الغرفة الفندقية والخدمات التي يطلبها المتعامل، وتصنيف المنشأة الفندقية، فضلاً عن فترة الإقامة، وأشار إلى وجود عروض مخصصة للشركات والمجموعات.

تدابير السلامة

وأكد برسوم أن الفنادق تنافس حالياً الوحدات السكنية من حيث الأسعار والخدمة، وعامل الأمان في هذه الظروف، مشيراً إلى أن المنشآت الفندقية وبناءً على التعليمات ومعايير السلامة التي حددتها الجهات المعنية، تُجري تنظيفاً عميقاً للغرف ومختلف المرافق، مع اتخاذ تدابير التباعد الجسدي، وتوفير مستلزمات التعقيم.

وبيّن أن تعزيز الثقة لدى النزلاء في ظل الإجراءات الاحترازية، أسهم في ارتفاع معدلات الإشغال خلال الفترة الأخيرة، وهو أمر مهم بالنسبة للمنشآت في إطار استئناف عمليات التشغيل.

المصدر
الإمارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى