أخبار وملفاتالمدونة

كشمير… لقبها “الجنة على الأرض” وطبيعتها شاهدة على ذلك

استقبلت كشمير الخلابة، قمة السياحة الشهيرة لـ«مجموعة العشرين» للمرة الأولى في تاريخها. وكان لهذا الحدث، الذي عُقد في الأسبوع الأخير من مايو على ضفاف بحيرة «دال» الشهيرة في سريناغار، تأثير إيجابي في قطاعي السياحة والتجارة في المنطقة.

نظرًا لأن هذا الحدث العالمي يمثل دفعاً مهماً للسياحة، سنركز على بعض النشاطات المهمة التي تقدمها «الجنة على الأرض» للسياح؛ بسبب مناظرها الجميلة وصفائها ومشاهدها الخلابة. ربما يكون الصيف أو الشتاء هو ما يخبئ شيئاً للزائرين في كل موسم لأنه لدى كشمير الكثير لتقدمه. إذا كنتم تخططون لزيارة هذه البقعة الرائعة، فقد أعددنا قائمة بأفضل الأشياء التي يمكن فعلها، وأفضل التجارب التي يمكن مشاهدتها عندما تزورون كشمير.

 

طبيعة خلابة تجذب السائحين الباحثين عن الهدوء والراحة (شاتر ستوك)

رحلة «قارب شيكارا» في بحيرة «دال»

ما أن يصل المرء إلى سريناغار لا يكون خط سير الرحلة كاملًا من دون رحلة شيكارا.

شيكارا هو نوع تقليدي من زوارق التجديف الخفيفة من طراز «غوندولا» التي تُشاهد في الغالب تجوب مياه بحيرة «دال» الصافية، باستثناء البحيرات الأخرى. إنه أحد أكثر المظاهر إثارة للإعجاب والاسترخاء للعطلة في كشمير، ويجب إدراجه في برنامج رحلتك إن كنت ترغب في تجربة الجمال السريالي لهذه المنطقة على وجهها الأكمل. يعتبر «قارب شيكارا» رمزاً ثقافياً، إضافة إلى المنازل العائمة في البحيرة.

واحدة من أجمل اللحظات لكل سائح، حيث يمكنك أن تشعر بالاسترخاء، وشهود مجد الطبيعة، ونمط الحياة الكشميرية، والأسواق العائمة، ومجموعة متنوعة من الزهور. الإبحار وسط المياه الزرقاء الصافية يمنحك شعوراً رائعاً بأنك سوف ترغب في زيارة هذا المكان مراراً وتكراراً.

أشهر مكان في وادي كشمير، حيث يمكنك الاستمتاع بركوب «قارب شيكارا» هو بحيرة «دال» الرائعة، بمناظرها البديعة ومحيطها الرائع. كما أن بحيرة «نيغين» مميزة كذلك للاستمتاع بالركوب على متن القارب. إنها أكثر هدوءاً، وسكينة، وتحيط بها قمم مكللة بالثلوج، وتنقلكم إلى مناظر فاتنة من شروق الشمس وغروبها.

المنازل العائمة في كشمير

كلما كان هناك ذكر لكشمير، لا يمكن للمرء إلا أن يفكر في «قوارب شيكارا» والمنازل العائمة الملونة على البحيرات المتلألئة. إنه حلم كل سائح في كشمير أن يقضي يومين في أحد المنازل العائمة في بحيرة «دال».

توفر المنازل العائمة في كشمير خياراً فريداً للبقاء. تعد جولات المنازل العائمة، الراسية على ضفاف بحيرتي سريناغار الجميلتين: (دال ونيغين)، مثالية لسياح العطلات العائلية، وللأزواج في شهر العسل، إضافة إلى المسافرين المنفردين. ويمكن للسياح أيضاً الاستمتاع بالتسوّق في المنازل العائمة، إذ يطوف عديد من البائعين حول هذه المنازل العائمة، ويبيعون كل شيء من الحرف اليدوية الكشميرية، إلى الأطباق المشوية.

تكمن أصول المنازل العائمة ضمن فصول من تاريخ كشمير. يُقال إن الملوك الأصليين منعوا الزوار الأجانب، لا سيما البريطانيين، من بناء المنازل في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى نشوء مفهوم «المنزل العائم».

تُصنع المنازل العائمة في كشمير من خشب الأرز الذي يبقى صحياً حتى بعد بقائه لسنوات في المياه.

الميزة الرئيسية داخل المنازل العائمة هي ألواح الخشب المنحوتة.

هذه تجربة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر، ويمكنك بالفعل التطلع إلى رحلة لا تُنسى في أحد تلك القوارب الملونة.

تشتهر كشمير بطبيعتها الخلابة (شاتر ستوك)

رحلة تلفريك غوندولا

ركوب تلفريك، هو أحد أكثر الأشياء إثارة وإمتاعاً في كشمير.

يعتبر «غولمارغ غوندولا»، ثاني أكبر وأعلى مشروع للتلفريك في آسيا، وثاني أكبر مشروع للتلفريك في العالم، وهو أكبر معلم من معالم الجذب في غولمارغ. والمناظر الخلابة للجبال والوادي أثناء ركوب التلفريك لا مثيل لها ولا تُنسى.

بينما تتنقلون في التلفريك المبجل، سوف تشاهدون بعضاً من أجمل المناظر البانورامية للمنطقة المحيطة من أعلى. واستناداً إلى وقت زيارتكم، يمكن أن تشمل هذه المشاهد حقولاً خضراء شاسعة، وتضاريس صخرية، وأشجار الصنوبر الخضراء الطويلة، والجبال المكسوة بالثلوج، ومنحدرات مغطاة بالثلوج، وغير ذلك الكثير.

الطيران المظلي والتزلج

بالنسبة لمدمني الأدرينالين جميعهم، تقدّم كشمير مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية الجوية. يُعد الطيران المظلي والتزلج من أشهر الأنشطة الرياضية الجوية التي تُقدمها كشمير. إن المنظر الفريد للأودية الخضراء يجعل من التحليق المظلي أحد أكثر الأمور إثارة للاهتمام في كشمير.

التزلج في غولمارغ يجلب لك السعادة، والمتعة، والمغامرة، والطبيعة. يعتبر غولمارغ، الواقعة على مسافة 56 كيلومتراً جنوب سريناغار، وتوفر المنحدرات الطبيعية، والمنحدرات الثلجية، والثلوج، والغوندولا، منتجع التزلج الرئيسي في البلاد ومقصداً سياحياً شتوياً شهيراً.

رياضة الغولف

هنالك ميزة جميلة أخرى لوادي كشمير الرائع، ألا وهي رياضة الغولف على ارتفاعات عالية وأخرى منخفضة.

يوجد في كشمير بعض أجمل ملاعب الغولف القياسية. وتشتهر هذه المتنزهات بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسياح أيضاً. والمتنزهات على الطراز الدولي. وتفخر كشمير بأعلى ملعب للغولف الذي يضم 18 حفرة في العالم في غولمارغ. كما توجد ملاعب غولف في سريناغار وباهالغام أيضاً. ممارسة الغولف في وادي كشمير بين أحضان الطبيعة الرائعة هي تجربة ممتازة.

بحلول فصل الصيف، تنشط نوادي الغولف في كشمير مع اللاعبين المتلهفين إلى الانطلاق بعد سكون الشتاء. دخل الغولف إلى جامو وكشمير من قبل البريطانيين على الأرجح في أواخر القرن التاسع عشر.

بحسب أغلب السجلات، أُقيم أول ملعب للغولف في غولمارغ (على مسافة نحو 52 كيلومتراً على الطريق من سريناغار)، في وقت ما بين 1890 – 1891 بواسطة العقيد نيفيل تشامبرلين. ويقع على ارتفاع 2650 متراً، وهو أعلى ملعب غولف أخضر في أي مكان في العالم. وتصميم الملعب أيضاً مختلف بشكل لافت للنظر عن معظم ملاعب الغولف الأخرى – المنحدرات الأرضية على طول المنطقة الكاملة من الملعب، وهو ملعب بمعيار (72). إن كنت تخطط لممارسة الغولف بصورة منتظمة خلال فترة إقامتك في كشمير، فمن الممكن الحصول على عضوية مؤقتة، التي سوف تسهّل لك استخدام الملعب طوال فترة وجودك هناك.

رحلات السفاري البرية

رحلات السفاري في كشمير مهمة تتطلب توافر الخرائط لعديد من المستكشفين ممن يبحثون عن وجهات جديدة بعيدة عن متناول السياحة. إن الوصول إلى حافة القمم الشاهقة في سلسلة جبال «بير بانجال» و«كاراكورام» هي طريقة ممتازة للتعرف أكثر بالقمم الشامخة. إن وادي كشمير الهادئ المحاط بجبال الهيمالايا العظمى يعد موطناً لأناس يقطنون الجبال مثل البدو. ورحلات السفاري في كشمير مثيرة للغاية بقدر ما هي تحدٍ هائل.

مسيرة سريناغار التراثية القديمة

يقولون، امشِ أكثر لتعرف أكثر. ويصدق القول نفسه على سريناغار. التنزه في الشوارع من بين أفضل الأمور التي يتعين ممارستها في سريناغار. مع بعض الأبنية التي يزيد عمرها على 4 قرون، والحدائق التي لا يقل وصفها عن الجنة، والمدينة تتميز بالعمارة التي تتأثر بثلاثة أنماط مختلفة، وثلاث ديانات مختلفة. يعد السير عبر البلدة القديمة أحد الأشياء الهادئة التي يجب القيام بها في كشمير. زوروا الأبنية الرائعة بما فيها جامع مسجد الذي يضم 370 عموداً مصنوعاً من شجرة القيقب. تجول عبر أزقة سريناغار القديمة التي تحتوي على أسواق قديمة تبيع التوابل والفاكهة الجافة والخيوط.

جولة الحياة البرية

تُزين الجبال المغطاة بالثلوج والغابات الكثيفة في جامو وكشمير بعضاً من أروع وأندر أنواع النباتات والحيوانات. أفضل حماية برية ضمن حدود أكثر من 7 محميات للحياة البرية والمتنزهات الوطنية في جامو وكشمير، يمكنك استكشاف هذه الأنواع من الحياة البرية بزيارة أي من هذه الأماكن بما في ذلك حديقة «هيميس» الوطنية، وحديقة «كيشتوار» الوطنية، وحديقة «داشيغام» الوطنية، وحديقة «كازيناغ» الوطنية، وحديقة «سليم علي» الوطنية.

النمر الثلجي، وغزال المسك، والدب البني، وسنجاب المرموط، والثعلب الأحمر، ودب الهيمالايا الأسود، والعقبان الذهبية، وطائر المنول البهي، ونسور الغريفون، هي من بعض الأنواع النادرة الموجودة في هذه المنطقة.

المطبخ الكشميري

كما هي الحال في أي وجهة أخرى في أنحاء العالم جميعها، فإن تجربة المطبخ المحلي من أهم الأشياء التي ينبغي فعلها في كشمير. وكشمير هي جنة للطعام، وليس فقط من حيث المناظر الطبيعية. رحلة الطعام في كشمير هي تجربة لا بد من ممارستها مع الأطعمة الشهية المحلية التي ستأخذك في رحلة متنوعة وممتعة مدى الحياة.

يمكنك العثور على التأثيرات المغولية والعربية هنا أيضاً مع التأثيرات المحلية.

يجب أن يكون «روغان جوش» أول طبق يتبادر إلى الذهن عند التفكير في المطبخ الكشميري. وهو عبارة عن كاري لحم الضأن لذيذ المذاق، المصنوع بمزيج من التوابل والزبادي والبصل المحمر.

يعتبر «غوشتابا» من الأطعمة الفاخرة التقليدية ذات النكهة الراقية الذي نشأ بوصفه طبقاً للملوك. نتيجة لذلك، يُجهز فقط في منازل كشمير في المناسبات الملكية. إنه بالأساس عبارة عن كرات لحم الضأن المفرومة والمطهية في مرق اللبن مع مجموعة متنوعة من التوابل. يمكن أن تجعلك النكهات المغرية ترغب في تناول أكثر من وجبة واحدة.

يُستخدم الزبادي في كثير من الأطعمة الكشميرية، ولا يستثنى من ذلك «يخني الضأن بالكاري»، الاسم المعروف جيداً في الطعام الكشميري التقليدي. ويُحضر لحم الضأن في مرق مصنوع من الزبادي، وأزهار الماوال، ومعجون البصل، وأوراق النعناع الجافة. سوف تجعلك رائحة الهيل الأسود والأخضر، إضافة إلى الشمر، تتوق إلى الطعام فوراً.

إن كنت تعتقد بأنه لا يوجد ما يكفي من الأطباق النباتية في المطبخ الكشميري، فأنت مخطئ. «ليدر تشامان» هو جبن كشميري مطبوخ في مرق كريمي غني. والجبن القريش والصلصة في كشمير كلاهما باللون الأصفر. يمكنك العثور على هذا الطبق في كل منزل تقريباً. وحتى غير النباتيين لن يتمكنوا من مقاومة هذا الطعم التقليدي الرائع. وهو بلا شك أكثر الأطعمة النباتية شعبية في كشمير.

«الكافا» هو مشروب مشهور في أنحاء كشمير جميعها. وهو شاي عشبي أخضر منقوع في الزعفران مع اللوز والجوز. ويمكن تناوله في أي وقت، وهناك 20 نوعاً مختلفاً منه. وبعض الناس يفضلون إضافة الحليب إليه. ويُعرف أيضاً باسم «موغال تشاي» في بعض القرى والمناطق.

التسوق

يُعد التسوق أحد أكثر الأمور شيوعاً في كشمير. وأنا لا أعني فقط التحف والتذكارات الأخرى. إذ يمكن للسياح هنا التسوق لشراء ملابس يدوية كشميرية فاخرة، وشالات الباشمينا، وأدوات نحاسية قديمة مثل الساموفار (وعاء إعداد الشاي)، وسجاد «النامدا» المنسوج يدوياً، وملابس «فيرين» المحلية، وحجر زفير «دودا» الكشميري باهظ الثمن. ثم هنالك الزهور، والفواكه، والخضراوات التي تُباع في «زوارق شيكارا» في بحيرة «دال». وأكثر مما تشتريه، فإن طريقة الشراء هي السبب في إثارتك ومتعتك هنا.

المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى