M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

شخصيات النزلاء تقود ثورة الخدمات الفندقية.. من الأمان إلى الرفاهية حسب الطلب
المدونة

شخصيات النزلاء تقود ثورة الخدمات الفندقية.. من الأمان إلى الرفاهية حسب الطلب

شخصيات النزلاء تقود ثورة الخدمات الفندقية.. من الأمان إلى الرفاهية حسب الطلب

خاص – إم إيه هوتيلز

في عالم الضيافة الحديثة، لم يعد تقديم غرفة نظيفة وسرير مريح كافيًا لكسب رضا النزيل، بل أصبحت الهوية الشخصية للنزيل، وميوله الفردية، هي المحرك الأساسي لتصميم وتطوير الخدمات الفندقية. ومع تنامي التنافس العالمي بين الفنادق، باتت القدرة على “قراءة النزيل” وتكييف التجربة لتناسب رغباته، العامل الأهم في ضمان ولائه وتجربة لا تُنسى.
نستعرض كيف تلعب الميول الشخصية للنزلاء دورًا جوهريًا في إعادة تشكيل الخدمات الفندقية، مع أمثلة حقيقية من مؤسسات عالمية نجحت في ترجمة تلك الميول إلى واقع ملموس.

الأمان الخفي.. الراحة تبدأ من الشعور بالحماية
لم يعد الأمان يقتصر على كاميرات المراقبة أو حراس الأمن، بل تطوّر ليصبح جزءًا غير مرئي من تجربة النزيل. فالفنادق باتت تُدرك أن الشعور بالأمان هو أولوية غير قابلة للمساومة، خاصةً لدى العائلات وكبار السن. يشعر النزيل بالأمان الحقيقي عندما يجد نفسه في بيئة تدمج بين الحماية والخصوصية دون تدخل مباشر أو وجود ظاهر لمظاهر المراقبة.
فندق “The Peninsula Tokyo” اعتمد أسلوبًا راقيًا ومريحًا لتكريس الأمان دون التأثير على الخصوصية. الغرف مزوّدة بزر “طلب النجدة”، ونظام دخول بالبصمة، إضافة إلى أجهزة استشعار ذكية للحرارة والدخان، وكل ذلك دون أن يشعر النزيل بأنه تحت المراقبة. ما يُميز التجربة أن التكنولوجيا الأمنية متداخلة بسلاسة في التصميم الداخلي، بحيث يشعر النزيل أن الأمان جزء من الراحة وليس على حسابها.

المسافر الباحث عن العزلة.. غرف تفكير لا ضوضاء فيها
يُفضل بعض المسافرين، لا سيما أولئك الذين يسافرون بهدف الاستجمام أو الكتابة أو إعادة التوازن الذهني، الابتعاد عن التكنولوجيا والضوضاء والأنشطة الصاخبة. هؤلاء يبحثون عن غرف توفر لهم مساحة للصمت والتأمل، بعيدًا عن التشويش البصري والسمعي، وهو ما دفع بعض الفنادق إلى تبني مفهوم “الغرف الصامتة” أو “غرف التفكير”.
فندق “Zentis Osaka” في اليابان ابتكر مفهوم “غرف التفكير”، حيث لا توجد تلفزيونات أو أدوات رقمية، والديكور يميل إلى البساطة المستوحاة من العمارة اليابانية التقليدية. الجدران معزولة صوتيًا، والإضاءة خافتة ومدروسة لتناسب أجواء التأمل، مما يجعل النزيل يشعر وكأنه في معزل طبيعي داخل المدينة. هذا المفهوم جذب فئات جديدة من المسافرين الذين يبحثون عن تجربة نفسية مريحة بدلًا من الرفاهية المادية فقط.

نزلاء الصحة والرشاقة.. الضيافة الممتزجة بأسلوب حياة
أصبح الاتجاه نحو نمط الحياة الصحي ركيزة مهمة لكثير من المسافرين، خاصة أولئك الذين يرفضون التخلي عن روتينهم الرياضي والغذائي أثناء السفر. هذه الفئة تبحث عن فنادق لا توفّر مجرد إقامة، بل تدعمهم في الحفاظ على أسلوب حياة نشط وصحي، وهو ما يدفع بالضيافة إلى الخروج من إطارها التقليدي والدخول في شراكة مع عالم اللياقة والعافية.
فنادق “Even Hotels” من مجموعة IHG تقدم مفهومًا متكاملًا يمزج بين الراحة البدنية والذهنية، حيث تحتوي كل غرفة على أدوات تمرين خفيفة مثل حصائر اليوغا، وأشرطة المقاومة، مع شاشات توجيه رقمية لتقديم تمارين مخصصة. كما تقدم المطاعم قوائم طعام نباتية وصحية، وتمتد الخدمات لتشمل جلسات تأمل أو استشارات غذائية عند الطلب. هذه التجربة تتكامل مع فلسفة السفر كفرصة لتعزيز الصحة لا لتعطيلها.

التكنولوجيا في خدمة الشخصية الرقمية
الفنادق التي تستهدف الجيل الرقمي تدرك أن نزلاء اليوم يفضلون التحكم الكامل في تجربتهم من خلال الأجهزة الذكية. من تسجيل الدخول الذاتي، إلى طلب الخدمات بكبسة زر، إلى التحكم بالإنارة والمناخ داخل الغرفة، أصبحت التكنولوجيا معيارًا للراحة الحديثة. هذا النوع من النزلاء لا يقدّر الخدمات التقليدية، بل يبحث عن التجربة السلسة المدارة بالكامل عبر هاتفه الشخصي.
فندق “YOTEL New York” يقدم تجربة فندقية شبه ذاتية بالكامل. تبدأ الإقامة من خلال تسجيل دخول رقمي عبر أكشاك إلكترونية، وتنقل الأمتعة باستخدام روبوت ذكي، بينما يتم التحكم في الإضاءة، والستائر، ودرجة الحرارة من تطبيق هاتف محمول. ما يميز هذا النموذج أنه لا يهدف إلى تقليل التكاليف فقط، بل إلى تقديم بيئة تعتمد على المرونة والسرعة، مما يتماشى مع توقعات النزيل الرقمي الذي يفضل الخصوصية والكفاءة في آنٍ واحد.

المسافر الاجتماعي.. من يبحث عن المجتمع داخل الفندق
يقصد بعض النزلاء الفنادق ليس فقط للإقامة، بل للاندماج في مجتمع متنوع واكتساب تجارب إنسانية جديدة. هذا التوجه يزداد بوضوح لدى المسافرين الرقميين أو الرحالة المستقلين، الذين يرون في الفندق فرصة للتعارف والعمل المشترك وتبادل الخبرات. لذلك بدأت بعض العلامات الفندقية في تصميم مساحات مرنة تمزج بين الإقامة والترفيه والعمل والتواصل.
فنادق Selina تستهدف المسافرين الرقميين ورواد الأعمال الشباب، حيث تقدم مساحات عمل مشتركة وغرف إقامة متعددة الاستخدامات، مع برامج يومية تشمل ورش عمل، حفلات موسيقية، وأنشطة ثقافية محلية. أسلوب التصميم الداخلي يمزج بين الطابع المحلي وروح المجتمعات الرقمية العالمية، ما يجعل كل فرع من هذه الفنادق منصة اجتماعية قبل أن يكون مجرد مكان للنوم.

كل المؤشرات الآن نحو مستقبل الفنادق لم يعد يُبنى على التصنيفات التقليدية أو المساحات الفاخرة، بل على مدى قدرة الفندق على الاستجابة للميول الشخصية والفروق السلوكية للنزلاء. إنَّ تصميم تجربة إقامة قائمة على الخصوصية، أو الانفتاح، أو اللياقة، أو الذكاء الرقمي، هو السبيل إلى تميّز الفنادق وجذب شرائح جديدة من المسافرين. شخصية النزيل باتت هي البوصلة، والفندق الذكي هو من يُحسن قراءة الاتجاهات.

الشخصية تقود.. والفندق يتّبع
إنَّ التوجه الجديد في عالم الضيافة هو الانتقال من “خدمات موحّدة لكل الزبائن” إلى “تجارب مصمّمة بدقة لكل شخصية”. فالفنادق التي تفهم ميول النزلاء – سواء كانت نحو الأمان، أو الخصوصية، أو التواصل، أو التكنولوجيا – هي من تنجح في كسب قلوبهم.
إنها ثورة هادئة تقودها تفضيلات فردية تُصاغ كخدمات مبتكرة.

اقرأ أيضًا: دور جودة الخدمات الفندقية في تحسين الإيرادات في الفنادق

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *