الفنادق العائمة والغواصة.. خيار الإقامة المائية الفريد
الفنادق العائمة والغواصة.. خيار الإقامة المائية الفريد
الفنادق العائمة والغواصة.. خيار الإقامة المائية الفريد
خاص – إم إيه هوتيلز
في عالم يبحث فيه المسافرون عن تجارب استثنائية، تبرز الفنادق العائمة والغواصة كوجهات تجمع بين الفخامة والمغامرة. هذه المنشآت لا تقدم مجرد إقامة، بل رحلة حسية تغمر الضيوف في جمال الطبيعة المائية، سواء بالطفو على سطح البحر أو بالغوص في أعماقه.
إنَّهم يبحثون عن الإثارة أكثر من بُغيتهم نحو مكان للإقامة، فيبدو المبيت غرضًا للزيارة. هنا حيث الباحثين حول متعة الانعزال عن التقليدية والطفو على سطح الماء أو الولوج في قلبه، فهم لا يركبون البحر ولا يستكشفون أعماقه فحسب، بل يستقرون فيه.
تمثل مثل هذه الظواهر الفندقية والسياحية، تغيُّرًا جذريًا في مفهوم السائح والسياحة، فبدلًا من كونه على موعد مع الترحال هو يقيم في نِطاق يوفِّر له أجواءً مثيرة، إضافة لمعايشة واقع آخر لم يكن ببالغه، دون هذا التيسير
الفنادق العائمة.. رفاهية فوق الأمواج
تُعد الفنادق العائمة واحدة من أكثر الابتكارات إثارة في عالم الضيافة الحديثة، حيث تتيح للنزلاء تجربة إقامة لا تُنسى فوق سطح الماء، تجمع بين الراحة والفخامة مع مشاهد طبيعية تأسر الأنفاس. هذه الفكرة لا تقدم مجرد مكان للإقامة، بل تخلق رحلة حسية يتفاعل فيها الضيف مع الطبيعة مباشرة، ليصبح البحر أو النهر جزءًا من التجربة اليومية. البحث عن هذه النوعية من الفنادق لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح غاية في ذاته، يجذب المسافرين الباحثين عن مغامرات استثنائية خارج حدود المألوف.
في قلب جزر المالديف، يبرز منتجع جيلي لانكانفوشي كأحد أبرز الأمثلة على هذه التجارب الفريدة. المنتجع يضم 45 فيلا فاخرة مبنية بالكامل فوق سطح المحيط، يتقدمها “The Private Reserve“، وهي أكبر فيلا مستقلة فوق الماء في العالم، تمتد على مساحة 1,700 متر مربع. ما يميز هذا المكان ليس حجمه فقط، بل فلسفته الخاصة التي تحمل شعار “لا أخبار، لا أحذية”، حيث يتم تشجيع الضيوف على ترك هموم العالم الخارجي خلفهم والانغماس في حالة من الصفاء والانسجام مع الطبيعة، بعيدًا عن ضجيج الحياة اليومية.
أما في المملكة العربية السعودية، على سواحل البحر الأحمر، يقدّم منتجع شيبارة نموذجًا آخر للضيافة العائمة. يتميز المنتجع بتصميم هندسي مستقبلي، حيث تضم الفيلات العائمة تصاميم كروية من الفولاذ المقاوم للصدأ، تعكس ألوان السماء والبحر فتبدو كأنها جزء من المشهد الطبيعي. يضم المنتجع 73 فيلا، مع تركيز عالٍ على الاستدامة، حيث يتم تشغيله بالكامل بالطاقة الشمسية. ولا يقتصر الأمر على الراحة، بل يمتد إلى الحفاظ على البيئة، إذ يسعى المنتجع إلى تحقيق تأثير إيجابي على التنوع البيولوجي في المنطقة بنسبة 30% بحلول عام 2040، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بالمسؤولية البيئية.
في أسوان، مصر، تأخذ الفنادق العائمة طابعًا ثقافيًا مختلفًا، حيث تُقدم تجربة مميزة على ضفاف نهر النيل. ومن بين هذه الفنادق يبرز فندق شهرزاد العائم، الذي يقع في قلب المدينة ويُوفر لنزلائه إطلالات ساحرة على النهر من التراس العلوي، ما يمنحهم فرصة الاستمتاع بغروب الشمس على ضفاف النيل. إلى جانب الأجواء الهادئة والمناظر الخلابة، يقدّم الفندق خدمات متميزة مثل الإفطار المجاني والواي فاي، ليجمع بين البساطة والفخامة في تجربة لا تُنسى تعكس روح المكان وتاريخه العريق.
الفنادق الغواصة.. مغامرة تحت سطح البحر
الفنادق الغواصة تمثل قمة المغامرة والترف لعشاق البحر والمغامرات الفريدة، فهي لا تقتصر على تقديم إقامة فاخرة فقط، بل تتيح للضيوف الولوج إلى عالمٍ تحت الماء لا يراه كثيرون عن قرب. تخيل أن تستيقظ على منظر الأسماك وهي تسبح بجانب نافذتك، وأن يكون الحاجز المرجاني جزءًا من محيط غرفتك. هذه الفنادق تنقل تجربة الإقامة إلى مستوى جديد كليًا، حيث يمتزج الهدوء النفسي بسحر أعماق المحيط.
في قلب جزر المالديف، يقع “The Muraka”، وهو أحد أكثر الأجنحة الفندقية تميزًا في العالم، حيث يوفر إقامة تحت سطح البحر مع نوافذ بانورامية تطل على الحياة البحرية الساحرة. يتمتع هذا الجناح بخدمات فائقة الخصوصية تشمل طاهٍ خاص، وخدمة نقل بالطائرة المائية، ليعيش الضيوف تجربة استثنائية تجمع بين الفخامة والمغامرة. الإقامة هنا ليست مجرد رحلة بحرية، بل تجربة غامرة تنقلك إلى قلب الطبيعة البحرية.
أما في أستراليا، فيبرز مشروع “Reefworld” فوق الحاجز المرجاني العظيم، وهو فندق غواصة يقدم تجربة إقامة تجمع بين المغامرة والتوعية البيئية. يهدف الفندق إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية من خلال تقديم تجارب تعليمية وتفاعلية للضيوف. الإقامة في “Reefworld” ليست مجرد مغامرة تحت الماء، بل رسالة بيئية تحث الزائرين على التفاعل مع النظام البيئي البحري واحترامه، مما يضفي على التجربة عمقًا إضافيًا يتجاوز مجرد الترفيه.
تُظهر هذه الفنادق التزامًا بالاستدامة والابتكار، من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتصميمات تقلل من التأثير البيئي. كما تسهم في تعزيز الوعي البيئي بين الضيوف، من خلال تقديم تجارب تعليمية حول الحياة البحرية وأهمية الحفاظ عليها.
في المُجمل، تُعد الفنادق العائمة والغواصة أكثر من مجرد أماكن للإقامة؛ إنها تجارب غامرة تمزج بين الفخامة والمغامرة والاستدامة. مع تزايد الطلب على هذه التجارب الفريدة، من المتوقع أن نشهد مزيدًا من الابتكارات في مجال الضيافة المائية في السنوات القادمة.
فمن يرغب بهكذا مغامرة؟
اقرأ أيضًا: الفنادق العائمة.. مستقبل الضيافة في ظل تغيرات المناخ