هل تصنع درجة حرارة اللوبي انطباعًا أوليًا أفضل من الابتسامة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
عند دخول النزيل إلى الفندق، ما الذي يترك الانطباع الأقوى خلال الثواني الأولى: حرارة الجو المحيطة أم الابتسامة الهادئة على وجه موظف الاستقبال؟ قد تبدو الإجابة بديهية، لكن دراسات الضيافة تكشف جانبًا غير متوقع من تأثير البيئة الفسيولوجية على القرار النفسي.
الراحة الحرارية.. الإحساس الذي يسبق التحية
درجة حرارة الردهة ليست تفصيلة تشغيلية، بل تُشكّل تفاعلًا أوليًا مع جسد النزيل. الشعور بحرارة مناسبة – لا باردة تُربك الجهاز العصبي ولا مرتفعة تُثير التوتر – يُرسل إشارة غير واعية بالسيطرة والتنظيم. في فنادق كثيرة، تكون هذه اللحظة الحرارية هي ما يطبع مزاج الضيف طوال مدة الإقامة.
الابتسامة.. قيمة عاطفية لا تُنكر
من جهة أخرى، لا تزال الابتسامة الصادقة من موظف الاستقبال تُعد عاملًا عاطفيًا محوريًا. فهي تُقلل القلق، وتُشعر الضيف بالترحيب الشخصي. لكن، إذا جاءت هذه الابتسامة في بيئة غير مريحة فسيولوجيًا – مثل لوبي خانق أو بارد جدًا – فإن مفعولها قد يتراجع لحساب الإزعاج الجسدي المباشر.
التفاعل الحسي أولًا.. والعاطفي لاحقًا
وفقًا لنظرية التفاعل الحسي، يستجيب الدماغ البشري للمؤثرات الجسدية قبل المعنوية. ما يعني أن حرارة الجو، وجود التهوية المناسبة، والإضاءة، كلها تسبق في التأثير العاطفي أي عنصر تواصلي بشري، بما في ذلك التحية أو الكلام.
الفنادق الذكية تعيد ترتيب الأولويات
فنادق اليوم تدرك أن الانطباع الأول يتكوّن في مستوى الجلد قبل أن يصل إلى الأذن. لذلك تستثمر في أنظمة ضبط ذكية للحرارة والرطوبة، مستشعرات جودة الهواء، وحتى توزيع الروائح العطرية. الهدف: تهيئة بيئة تلمس الجسم قبل أن تتواصل مع العقل.
اقرأ أيضًا: بين السرير وتوقيع العقد.. دور غرف الفنادق في صفقات الأعمال الكبرى