تسلسل الأصوات داخل بهو الفندق.. كيف تبني الفنادق تجربة سمعية لاواعية للنزلاء؟
إم إيه هوتيلز – خاص
حين يدخل النزيل إلى بهو الفندق، لا تلتقط حواسه فقط البصر أو الرائحة، بل يهيمن الصوت – أو بالأحرى “غياب الضوضاء المزعجة” – على المشهد العام، ليخلق تجربة لاواعية ترسّخ في الذهن دون إدراك مباشر.
في عالم الضيافة الحديث، يُعد تصميم التجربة السمعية عنصرًا متقدمًا في تشكيل الانطباع الأول، وتحفيز مشاعر الراحة أو الفخامة أو حتى الحميمية.
الصمت لا يعني الفراغ.. بل انتقائية ذكية
بعض الفنادق الفاخرة تتعمّد إدخال نوع من “الصمت المنسق” عبر تخفيف الترددات الحادة وعزل الأصوات الميكانيكية، ما يمنح الضيف إحساسًا بالهدوء دون أن يعي السبب، ويخلق ما يُعرف بـ”الطمأنينة الصامتة”.
تدرّج الصوت حسب المسافة والحركة
من عند المدخل، تُختار أصوات ذات طابع ترحيبي ناعم كالموسيقى الكلاسيكية الخفيفة، بينما تزداد طبقات الصوت قليلًا قرب منطقة الاستقبال لإشعار الضيف بالاهتمام والحيوية. في الزوايا المخصصة للجلوس، ينخفض الصوت تدريجيًا ليتيح محادثات خاصة أو شعورًا بالانعزال المؤقت.
توزيع السماعات لا يقل أهمية عن اختيار الصوت
استخدام مكبرات صوت مخفية في الأسقف أو خلف النباتات الكبيرة يجعل الموسيقى تأتي من “الفراغ”، مما يمنع الإحساس بالمصدر ويحوّل التجربة إلى محيط غامر. كما يُراعى أن يكون الصوت ثلاثي الأبعاد في بعض المساحات لتقليد التجارب السينمائية.
الأصوات الطبيعية جزء من التصميم
تتجه بعض الفنادق لإدخال عناصر مثل خرير الماء، أو تغريد العصافير، خاصة في الفنادق الشاطئية أو الجبلية، لخلق تناغم مع البيئة المحيطة. هذه الأصوات، وإن كانت مسجلة، تضيف طبقة من العمق الحسي للضيف وتعيد ربطه بالطبيعة.
الأثر النفسي دون وعي
تُشير دراسات التسويق الحسي إلى أن الضيوف الذين يقضون أكثر من 5 دقائق في بهو الفندق تحت تأثير موسيقى مختارة بعناية يكونون أكثر ميلًا للتفاعل الإيجابي مع الموظفين، وأكثر قابلية لتقييم تجربة الفندق بشكل مرتفع.
هل التجربة السمعية تؤثر على القرار؟
نعم، دون مبالغة. فغياب الضوضاء أو سوء اختيار الأصوات قد يخلق توترًا غير معلن، بينما تسلسل صوتي متناغم ومصمم بدقة يُشعر الضيف أن المكان “منظم، راقٍ، ويهتم بتفاصيله”.
اقرأ أيضًا: تحليلات الحركات الدقيقة للنزيل.. كيف تستثمر الفنادق بيانات المراقبة لتحسين الخدمات دون اختراق الخصوصية؟
