إم إيه هوتيلز – خاص
تُعدُّ البيئة السياحية الفندقية من أكثر المجالات التي تتطلب اهتمامًا خاصًا بالأمن والوقاية، نظرًا لتنوع النزلاء والمرافق والخدمات المقدمة، ولذلك فتوفير مستوى عالٍ من الأمان هو عنصر أساس يعزِّز من ثقة النُزَلاء ويُسهم في نجاح المؤسسة الفندقية. لذلك تُعتبر إجراءات الأمن والوقاية بمثابة درعٍ يحمي النزلاء والموظفين على حدٍ سواء من المخاطر المحتملة، سواء كانت تلك المخاطر طبيعية أو بشرية، مما يسهم في خلق بيئة مريحة وآمنة تعزز من تجربة الإقامة.
مفاهيم المنشآت السياحية والفندقية
تعتبر المؤسسات الفندقية السياحية من العناصر الأساسية في قطاع السياحة، حيث توفر الغرف والأجنحة للنزلاء للإقامة اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، دون أن تكون مقرًا دائمًا لهم. وتقدم هذه المؤسسات خدمات متنوعة تتناسب مع فئاتها، مثل الطعام والشراب، وصالات الكوكتيل، ووسائل الترفيه، وقاعات المؤتمرات، بالإضافة إلى خدمات رجال الأعمال والمتاجر والنشاطات الترفيهية. تظل الفنادق السياحية مفتوحة على مدار السنة، لكن يمكن تصنيفها كفنادق موسمية إذا أغلقت أبوابها تسعة أشهر أو أكثر في السنة، حيث يتم تقسيمها إلى درجات وفقًا لهذه معايير محددة.
لذا يعد المفهوم السابق ضمن مفاهيم جلب الرضا والقبول لدى السياح، فبحسب دراسة حول المن والسلامة الفندقية بعنوان ” Safety and security measures as Key Dimensions of Tourism Satisfaction”، والمنشورة بمجلة “Qalaai Zanist journal” عام 2024، تفيد بوجود علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين الأمان والسلامة، وسلامة المرور، والصحة والسلامة، ورضا السياح.
طبيعة البيئة السياحية والفندقية السليمية
الاشتراطات البيئية والصحية في المنشآت الفندقية
تعد الاشتراطات البيئية والصحية عنصراً أساسياً في إدارة المنشآت الفندقية، خصوصًا في ما يتعلق بالمياه، حيث يستهلك قطاع الضيافة كميات هائلة منها. لذا، يجب على إدارات الفنادق ترشيد استهلاك المياه والمحافظة على نظافتها. يمكن تحقيق ذلك من خلال توعية النزلاء بأهمية الاقتصاد في المياه وتوفير ملاحظات في الحمامات تدعوهم لاستخدام المياه بحذر. كما ينبغي استخدام أجهزة استشعار المياه في المرافق الصحية لتقليل الاستهلاك إلى 40%.
إدارة الاستهلاك والتغيير في الخدمة
تعتبر عمليات غسل المناشف وأغطية الفراش اليومية من الأسباب الرئيسية لزيادة استهلاك المياه. لذا يُفضل أن يتم تغيير هذه المواد بناءً على طلب النزلاء، مع توفير ملاحظات توضح كيفية التعامل مع المناشف. تتضمن الاشتراطات أيضاً استخدام المنظفات الصديقة للبيئة، والتي تقلل من التأثير السلبي على المياه والتربة.
شروط حمامات السباحة
تمثل حمامات السباحة جزءًا جذابًا من المنشآت الفندقية، لذا يجب الالتزام بالاشتراطات البيئية والصحية الخاصة بها. يتطلب ذلك وجود حمام للقدم قبل الدخول، وأدشاش استحمام كافية، فضلاً عن سجلات دورية لمراقبة تركيز الكلور ودرجة الحموضة في المياه. كما يجب الحفاظ على نظافة الحمامات والمرافق الصحية، وتوفير معدات الإسعافات الأولية.
معايير المياه في شواطئ الاستحمام
تتطلب مياه شواطئ الاستحمام التزامًا صارمًا بمعايير الجودة البيئية، مثل الرائحة، الشفافية، وتركيز الأكسجين الذائب. يجب إجراء فحوصات دورية كل 15 يومًا خلال فصل الصيف لضمان سلامة المياه، مع قيود على عدد البكتيريا المسموح بها. يتعين أن تُسحب العينات من جميع الشواطئ لضمان مطابقتها للاشتراطات الصحية.
الاشتراطات لخزانات المياه
تتضمن الاشتراطات الصحية لخزانات المياه ضرورة تخصيصها لمياه الشرب فقط، وأن تكون مصنوعة من مواد لا تؤثر على خواص المياه. يجب أن تلتزم الخزانات العلوية بوجود سلم للوصول، وفتحات تهوية مغلقة لمنع دخول الحشرات، بينما تتطلب الخزانات الأرضية خصائص تمنع تسرب المياه الجوفية. يتعين كذلك الحفاظ على نظافة سطح الخزان لضمان صحة وسلامة المياه المخزنة.
الأسس الرئيسية لاستراتيجيات فندقية وسياحية سليمة
- الامتثال للمعايير البيئية:
- الالتزام بجميع المعايير والاشتراطات الخاصة بالأمن الصناعي والحماية المدنية.
- تقديم دراسة تقييم الأثر البيئي عند طلب إقامة فندق عائم.
- ترشيد استهلاك الموارد:
- اتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك المياه والطاقة.
- استخدام دهانات صديقة للبيئة وتزويد حمامات السباحة بنظم معالجة مناسبة.
- إدارة المخلفات:
- فصل المخلفات الصلبة من المنبع وتجميعها في حاويات مخصصة.
- تجميع الزيوت والشحوم وتسليمها لشركات البترول بدلاً من إلقائها في النهر.
- الحفاظ على جودة الهواء والمياه:
- تركيب معدات ومرشحات لإزالة الدخان من الفندق العائم.
- وجود وحدة لمعالجة مياه الصرف الصحي لضمان التوافق مع المعايير البيئية.
- تطبيق ممارسات النظافة:
- مراعاة قواعد النظافة العامة وصحة البيئة في جميع مرافق الفندق.
- استخدام كيماويات صديقة للبيئة في المطابخ والمغاسل وتحديد المواد الخطرة منها.
- بيئة العمل:
- توفير أماكن إيواء صحية للعاملين بمساحة لا تقل عن 6 متر مكعب لكل فرد.
- التأكد من نظافة قنوات الصرف والتخلص الآمن من المخلفات.
- توفير بيئة تكنولوجية حيوية تستثمر في العاملين وتلبي حاجات النزلا والسيَّاح. فبحسب دراسة منشورة عام 2017 عبر مجلة “Athens Journal of Tourism”، أكَّدت أنَّه غالبًا ما يُنظر إلى التكنولوجيا والابتكار التكنولوجي على أنها مهمة بشكل حيوي في تحسين الكفاءة عبر نطاق الاستدامة والمساعدة في تحقيق النمو المستدام.
- التحكم في المواد الخطرة:
- حظر تحميل أي مواد خطرة أو ملتهبة على السفن أو الفنادق العائمة.
- ضمان تركيب فاصل زيوت تحت أحواض الغسيل لمنع تلوث الصرف الصحي.
مخاطر وتحديات تواجه البيئة السياحية والفندقية
- أخطار الممتلكات
- الأخطار الطبية أو الصناعية: تشمل الحوادث المتعلقة بالتجهيزات الطبية أو المعدات الصناعية المستخدمة في الفندق، مثل تسرب المواد الكيميائية أو الأعطال في أنظمة التدفئة والتبريد.
- أعمال التخريب: تتعلق بالتهديدات الأمنية مثل الهجمات أو عمليات التخريب التي قد تستهدف الفندق وتؤثر على سلامة النزلاء والموظفين.
- أخطار الآلات والماكينات: تشمل الأعطال أو الحوادث المتعلقة بالآلات مثل المصاعد، أنظمة التهوية، أو الأجهزة الكهربائية التي يمكن أن تشكل خطرًا على النزلاء والعاملين.
- أخطار المسؤولية المدنية
- المسؤولية المدنية عن سلامة المبنى: تتعلق بضمان أن المبنى آمن وخالٍ من المخاطر التي قد تسبب إصابات أو أضرارًا للنزلاء والموظفين.
- المسؤولية المدنية تجاه العاملين والزائرين: تشمل توفير بيئة عمل وزيارة آمنة، والالتزام باللوائح التي تحمي حقوق العاملين والزائرين من المخاطر المحتملة.
- المسؤولية المدنية عن حوادث حريق السيارات في أماكن الانتظار التابعة أو المجاورة للمنشأة: تغطي الأضرار الناتجة عن حوادث حريق السيارات في مواقف الفندق أو المناطق المجاورة له.
- المسؤولية المدنية تجاه الجيران والممتلكات المجاورة: تشمل التزامات الفندق تجاه الجيران في حال تسبب في أضرار أو إزعاج، مثل الضوضاء أو الأضرار الناتجة عن الأنشطة داخل المنشأة.
- المسؤولية المدنية تجاه إدارة الأملاك: تعني التأكد من أن إدارة الفندق تتخذ التدابير اللازمة للحفاظ على سلامة الممتلكات العامة والخاصة داخل المنشأة.
- المسؤولية المدنية المتعلقة باستخدام المصاعد: تشمل ضمان سلامة استخدام المصاعد وصيانتها بشكل منتظم لمنع الحوادث التي قد تؤدي إلى إصابات.
- المسؤولية المدنية المهنية: تتعلق بالأخطاء أو الإهمال المهني من قبل العاملين في الفندق، مما قد يتسبب في ضرر للنزلاء أو للممتلكات.
- أخطار الأفراد
- إصابة العاملين أو المراجعين والوفاة: الفنادق معرضة لحوادث قد تصيب الموظفين أو النزلاء، مثل الانزلاقات، الحوادث في المصاعد، أو التعرض لأجهزة معيبة. هذه الحوادث قد تؤدي إلى إصابات جسيمة أو حتى الوفاة، مما يعرض الفندق للمسؤولية القانونية والتعويضات المالية.
- الاهتمام بخطط الطوارئ والإسعافات الأولية والمعدات المساندة للسلامة: ضرورة وجود خطط واضحة ومحدثة للتعامل مع حالات الطوارئ مثل الحرائق، الزلازل، أو حالات الإجلاء. عدم وجود خطط فعالة أو عدم توفير أدوات الإسعاف الأولية والمعدات اللازمة قد يزيد من خطورة الموقف ويعرض حياة النزلاء والموظفين للخطر.
ختامًا، تظل البيئة السياحية والفندقية بئية خاصة تحافظ بدورها على مسار الاستدامة، والتي تسخِّر كل ما لديها من طاقات واستراتيجيات حول هدفعها الأكبر، المتمثل في توفير أمن ووقاية يجذبان العميل، الذي يمثِّل بنية رئيسية في بناء سياحي وفندقي قوي.
