كيف تستعد الفنادق لدخول العالم الافتراضي؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في ظل التسارع الرقمي العالمي، لم يعد الدخول إلى العالم الافتراضي خيارًا هامشيًا للفنادق، بل تحوّل إلى خطوة استراتيجية لإعادة صياغة التجربة الفندقية بأبعاد جديدة. فبينما تتجه قطاعات كبرى نحو تقنيات الميتافيرس، والواقع المعزز، والبيئات ثلاثية الأبعاد، بدأت العديد من الفنادق في تجهيز بنيتها الرقمية لمواكبة هذا التحول القادم.
لكن كيف تستعد الفنادق فعليًا لهذه النقلة؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتكون جزءًا من هذا المشهد الافتراضي المتكامل؟
إدراك التحول.. البداية من الفكرة
الخطوة الأولى في استعداد الفنادق لدخول العالم الافتراضي تبدأ من تغيير النظرة إلى التجربة الفندقية نفسها. لم تعد التجربة محصورة في الغرفة والمطعم، بل أصبحت تمتد إلى العالم الرقمي حيث يمكن للنزيل أن يعيش التجربة قبل وصوله، أو يتفاعل معها أثناء إقامته، أو يحتفظ بها بعدها.
الفنادق الرائدة بدأت تنظر إلى منصات الميتافيرس كمواقع جديدة للتفاعل والتسويق، وليست فقط وسيلة استعراضية.
تطوير نموذج افتراضي للفندق
أول تطبيق عملي هو بناء نسخة ثلاثية الأبعاد دقيقة للفندق.. تتضمن الغرف، اللوبي، المرافق، وحتى المساحات الخارجية.
هذا النموذج يُستخدم لإجراء جولات افتراضية، يختبر من خلالها الزائر الأجواء، يرى أنواع الغرف، ويتفاعل مع المحتوى قبل أن يتخذ قرار الحجز.
بعض الفنادق أطلقت غرفًا افتراضية يمكن للضيف الدخول إليها باستخدام نظارات الواقع الافتراضي أو حتى من متصفح الإنترنت، مما يُشعره بالانغماس والاطمئنان تجاه المكان.
تدريب الفريق على التفاعل داخل العالم الرقمي
دخول العالم الافتراضي لا يتعلق بالتقنية فقط، بل بالناس الذين يديرونها. ولهذا بدأت الفنادق في تدريب فرق التسويق، الحجوزات، وخدمة العملاء على استخدام أدوات الواقع الافتراضي، والتفاعل مع الضيوف داخل بيئات رقمية.
كما تم تطوير كفاءات التعامل مع العملاء الافتراضيين من خلال شخصيات رقمية (أفاتارات) تمثل ممثلي الفندق في الفضاء الافتراضي، تُجيب على الاستفسارات، وتُرشد الزوار، وتُقدّم العروض.
دمج أنظمة الحجز والخدمات بالمنصات الافتراضية
الخطوة التالية هي ربط نموذج الفندق الافتراضي بأنظمة الحجز الحقيقية.. بحيث يتمكن الزائر من اختيار الغرفة، وتأكيد الحجز، بل وحتى تخصيص تفاصيل الإقامة من داخل العالم الافتراضي.
هذا التكامل يخلق تجربة انسيابية، تجعل الزائر ينتقل من المشاهدة إلى القرار دون مغادرة البيئة الرقمية، وهو ما يعزز التحويلات ويُقلل من التردد.
إعادة تصميم تجربة النزيل لتشمل البعد الافتراضي
الفنادق المتقدمة لم تكتفِ باستخدام الواقع الافتراضي كأداة تسويق، بل بدأت بإدخاله كجزء من التجربة اليومية.
مثل توفير جولات افتراضية داخل الوجهة السياحية من الغرفة، تقديم كتيب الفندق على هيئة تجربة واقع معزز، أو استخدام الميتافيرس في المؤتمرات والاجتماعات عن بُعد.
بهذا تصبح التجربة الرقمية مكمّلة للحقيقية، وتضيف طبقة جديدة من التفاعل لا يمكن إنكارها.
الفرق بين فندق يستعد فعليًا.. وآخر ينتظر
الفندق الذي بدأ في بناء حضوره الرقمي يُرسل رسالة واضحة للنزلاء.. نحن مستعدون لمستقبل الضيافة. بينما الفندق الذي يؤجل أو يتردد، يفوّت فرصة السبق، ويجد نفسه في موقع الدفاع لاحقًا.
التحضير لا يعني بالضرورة الكمال التقني، بل هو استعداد ثقافي وإداري يعكس الرغبة في الابتكار والجرأة في التغيير.
تساؤلات الإدارة.. هل الضيوف مستعدون للعالم الافتراضي؟
هذا سؤال مشروع، لكنه يتجاهل واقعًا متناميًا.. الجيل الجديد من المسافرين، خصوصًا من مواليد الألفية والجيل Z، يعيشون بالفعل في البيئات الرقمية، ويبحثون عن تجارب تدمج بين الواقع والتقنية.
كما أن استخدام العالم الافتراضي لا يعني إلغاء الواقع، بل هو طبقة إضافية تعزز التفاعل والثقة وتُسهّل اتخاذ القرار.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر تقنيات الواقع الافتراضي على اختيار النزلاء للفنادق؟