المدونة

PMS الحديث.. ليس فقط لإدارة العمليات بل لتحليل البيانات أيضًا

PMS الحديث.. ليس فقط لإدارة العمليات بل لتحليل البيانات أيضًا

71 Views

PMS الحديث.. ليس فقط لإدارة العمليات بل لتحليل البيانات أيضًا

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم الفندقة الذي يعتمد على الكفاءة والدقة، لطالما كان نظام إدارة الممتلكات PMS هو القلب النابض لعمليات الفندق اليومية. ولكن في نسخته الحديثة، لم يعد هذا النظام مجرّد أداة لإدارة الغرف والمواعيد، بل تحوّل إلى مركز تحليلي ذكي يرصد السلوك، يقرأ الاتجاهات، ويقود قرارات الإدارة استنادًا إلى بيانات واقعية.

كيف انتقل PMS من كونه أداة تشغيلية إلى منصة تحليل استراتيجي؟ وما أثر هذا التحول على تجربة النزلاء وربحية الفنادق؟

ما هو PMS؟ وكيف تطور مع الوقت؟

في بداياته، كان نظام إدارة الممتلكات يُستخدم لمهام محددة.. تسجيل الوصول والمغادرة، إدارة الحجز، متابعة توافر الغرف، وإصدار الفواتير. نظام يعالج البيانات لكنه لا يقرأها.

لكن مع دخول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، تطور هذا النظام ليُصبح منصة متكاملة تحلل تفضيلات الضيوف، تعرّف أنماط الإشغال، وتقيس أداء كل قسم لحظيًا. فصار يجيب على أسئلة لم تكن تُطرح أصلًا: من هم نزلاؤنا الأكثر ربحية؟ ما هي أكثر الفترات التي تشهد تراجعًا؟ كيف نُحسّن التسعير بناءً على الطلب؟

من إدارة الغرف.. إلى تحليل العائد

في النسخة الحديثة من PMS، لم تعد الغرف تُدار فقط كأرقام. بل يُحسب العائد على كل غرفة بناءً على عوامل متعددة.. مدة الإقامة، نوع الخدمات المستخدمة، توقيت الحجز، وحتى احتمالية العودة في المستقبل.

وبذلك، يمكن للفندق أن يُعيد تسعير غرفه بدقة، ويُخصّص العروض بناءً على القيمة الحقيقية للنزيل، لا فقط على سعر الإقامة الأساسي.

تجربة النزيل تُقرأ لحظيًا

PMS الحديث لا ينتظر تقييم الضيف بعد المغادرة. بل يقرأ تفاعله أثناء الإقامة.. هل طلب خدمة معينة أكثر من مرة؟ هل غادر غرفته متأخرًا؟ هل قام بإلغاء حجز مطعم؟ هذه المؤشرات البسيطة تُقرأ كإشارات مبكرة، تساعد الفندق على التدخل في الوقت المناسب لتحسين التجربة قبل فوات الأوان.

كما تُستخدم هذه البيانات لاحقًا لتخصيص العروض، أو توقع نوع الغرفة المناسبة للنزيل في زيارته المقبلة.

ربط التشغيل بالاستراتيجية.. خطوة لم تكن ممكنة سابقًا

ربما كان أكبر تحوّل أحدثه PMS الحديث هو قدرته على ربط التفاصيل التشغيلية اليومية بقرارات استراتيجية عليا. فبفضل التحليلات المتقدمة، يمكن للفندق أن يُعيد تصميم تجربة الإفطار بناءً على معدلات الحضور، أو يُطوّر برنامج ولاء بناءً على معدلات الإنفاق في المطعم، أو حتى يُغيّر طريقة توزيع طواقم العمل وفق فترات الذروة التي يكشفها النظام.

وهكذا، يصبح المدير العام قادرًا على اتخاذ قرارات مبنية على وقائع لا على افتراضات.

الفرق بين فندق يستخدم PMS كأداة تحليل، وآخر يراه مجرد نظام حجز

الفندق الأول يتحرك بثقة، لأنه يرى الصورة الكاملة.. يعرف من ضيوفه، متى يأتون، ماذا يطلبون، ومتى يعودون. أما الفندق الذي لا يستفيد من قدرات PMS التحليلية، فيبقى أسيرًا للردود المتأخرة، والقرارات غير المستندة إلى بيانات.

وفي بيئة تنافسية عالية، تكون البيانات هي الفارق بين فندق يتطور وآخر يتراجع.

تساؤلات الإدارة.. هل الاستثمار في PMS المتطور مبرر؟

قد يسأل مدير الفندق: هل أحتاج فعلًا إلى كل هذه التعقيدات؟ وهل يعود الاستثمار في أنظمة التحليل بالفائدة الفعلية؟ وهل يمكن تطبيقه على فندق متوسط أو صغير؟

الحقيقة أن PMS الحديث لا يتطلب بالضرورة تكلفة ضخمة. فالعديد من الأنظمة السحابية أصبحت تقدم خيارات مرنة، حسب حجم الفندق واحتياجاته.

أما عن العائد، فهو لا يُقاس فقط بالإيرادات، بل بالكفاءة التشغيلية، تحسين خدمة العملاء، وتقليل الهدر، وكلها عوامل تصنع فرقًا كبيرًا في الأداء العام والربحية.

اقرأ أيضًا: التحليلات البيانية: سلاحك لتحسين خدمات الضيافة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى