الكرسي الأول في بهو الفندق.. لماذا يجلس عليه كبار النزلاء أو لا يجلس عليه أحد؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في بهو كل فندق، غالبًا ما يوجد كرسي واحد قريب من المدخل، مميز بالموقع أو التصميم. لا شيء عليه يصرّح بأنه “مخصص”، لكن النزلاء إما يتجنّبونه بلا سبب واضح، أو يُترك خصيصًا لكبار الزوار. فما السر خلف هذا الكرسي؟ ولماذا يحمل هالةً صامتة من التقدير أو التردد؟
الموقع كإشارة غير منطوقة
الكرسي الأول هو أول قطعة أثاث تتقاطع مع حركة الضيوف. موقعه في مركز البهو أو قبالة المدخل يجعله في مرمى البصر، محاطًا بموجات عبور الموظفين والنزلاء. هنا يبدأ الضيف في التقييم:
“هل أجلس في قلب الانتباه؟”
“هل هذا المكان مصمم للراحة أم للمراقبة؟”
بهذا الشكل، يتحوّل الكرسي من قطعة أثاث إلى مؤشر غير مرئي للسلطة أو الحذر.
لماذا يُفضل كبار النزلاء هذا الكرسي؟
كبار النزلاء لا ينتظرون تعريفًا رسميًا. فهم يعرفون أن الجلوس على هذا الكرسي يُشبه رفع علم غير معلن: أنا هنا، أُشاهد، أنتظر، أُحاط بالاهتمام.
الموقع يمنحهم سيطرة بصرية على البهو، وموقعًا إستراتيجيًا يُسهل على موظفي الفندق التفاعل السريع معهم.
إنه نوع من الجلوس الرمزي في مركز الاهتمام.
لكن لماذا لا يجلس عليه أحد أحيانًا؟
في المقابل، يشعر كثير من النزلاء العاديين بنوع من التحفّظ الغريزي تجاه الكرسي الأول. قد يبدو رسميًا أكثر من اللازم، مكشوفًا جدًا، أو ببساطة “ليس لي”.
المفارقة أن تصميم المكان نفسه هو ما يمنح هذا الكرسي هيبة غير معلنة: إضاءة مركّزة، مسند مشغول يدويًا، أو حتى مجرد وسادة حريرية تُشعرك أنه “كرسي لا يُلمس”.
البيئة الذكية.. حين تعرف من سيجلس قبل أن يأتي
بعض الفنادق لا تضع بطاقة حجز على هذا الكرسي، لكنها تفعل ما هو أذكى:
تجعله دائمًا نظيفًا، موجهًا بدقة نحو المدخل، مهيّأ لمظهر الشخصيات الاعتبارية.
الفندق الذكي يقرأ سلوك الزائرين، ويترك رموز السلطة في مكانها، دون أن يقول كلمة واحدة.
الكرسي هنا ليس مجرد مقعد، بل إشارة اجتماعية بصرية تؤسس التراتبية دون إحراج.
السؤال الأخير.. هل هو مجرد أثاث؟
الجواب: لا. الكرسي الأول في البهو هو لغة تصميم ضمنية. يجمع بين التقدير، والهيبة، والحساسية المكانية. وفي بعض الأحيان، يجلس عليه من لا يحتاج دعوة. وفي أحيان أخرى، يبقى خاليًا احترامًا لمن قد يجلس عليه.
اقرأ أيضًا: الكرسي الأول في بهو الفندق.. لماذا يجلس عليه كبار النزلاء أو لا يجلس عليه أحد؟





