الضوء بين سريرين في غرفة مزدوجة.. كيف يؤثر على شعور المسافر بالاستقلالية؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في كثير من الغرف المزدوجة، خصوصًا تلك التي تستقبل المسافرين بغرض العمل أو الرحلات المشتركة، يقع مصباح صغير بين السريرين. لا أحد يتحدث عنه غالبًا، لكنه يؤدي دورًا يتجاوز الإضاءة: إنه مقياس صامت للشعور بالاستقلالية أو التداخل.
الإضاءة المشتركة.. هل توحّد أم تقيّد؟
عندما يكون الضوء الوحيد في الغرفة مركزيًا بين السريرين، يضطر أحد الضيفين للتحكم به لصالح الاثنين.
وهنا، يبدأ التوتر غير المعلن:
من يطفئ النور؟ من يُبقيه مشتعلاً؟ هل عليَّ أن أطلب من الطرف الآخر شيئًا؟
هذه الأسئلة لا تُطرح بصوت مرتفع، لكنها تسكن بين السريرين كما يسكن الضوء نفسه.
الاستقلالية في الظل.. حين يكون الضوء مسألة شخصية
المسافر، خصوصًا حين لا يعرف شريكه في الغرفة جيدًا، يبحث عن مساحته الخاصة. مصباح منفصل عند كل سرير، يتحكم به كل شخص، يمنحه شعورًا بأنه يملك تجربته، يومه، وليلته.
لكن حين يكون المصدر مشتركًا، يتحول الضوء إلى رمز غير مرئي للاعتماد الإجباري، حتى وإن كان الطرف الآخر صامتًا تمامًا.
متى يتحوّل المصباح إلى نقطة ضعف في التصميم؟
في بعض الغرف، قد يكون هناك مصباح رئيسي فقط، دون خيار للضوء الفردي.
هذا يُجبر الضيف على التنقل في الظلام، أو إشعال إضاءة قد تزعج الآخر.
هنا لا يتعلق الأمر بالراحة فقط، بل بالخصوصية، وبالقدرة على التحكم في أبسط مظاهر التجربة الفندقية: متى أنام؟ متى أقرأ؟ متى أطفئ النور؟
الفنادق الذكية.. حين تفصل بين الضوء والضيوف
الفنادق التي تراعي هذا التفصيل تقدم حلًّا بسيطًا وفعّالًا:
مصباح لكل سرير، زر تحكم بجوار الوسادة، ضوء موجه لا يزعج الآخر.
هذه اللمسات لا تكلف الكثير، لكنها تمنح المسافر ما هو أكبر من الضوء: شعور بالخصوصية والسيطرة.
الانطباع النهائي.. من مجرد زر إلى تجربة مكتملة
في نهاية اليوم، لا يتذكر الضيف نوع الزر أو شدة المصباح، لكنه يتذكر هل اضطر للقيام في الظلام؟ هل شعر بالحرج؟
وحين تكون الإضاءة موزعة بذكاء، يشعر الضيف أن الفندق فكر مكانه، حتى في التفاصيل التي لم يطلبها.
وهذا هو جوهر الخدمة الفندقية الذكية: أن تتنبأ بالصمت قبل أن يُقال.
اقرأ أيضًا: الضوء بين سريرين في غرفة مزدوجة.. كيف يؤثر على شعور المسافر بالاستقلالية؟





