تأثير ملمس زر المصعد على الانطباع اللاواعي حول جودة الفندق.. تفصيلة صغيرة تصنع حكمًا كبيرًا؟
تأثير ملمس زر المصعد على الانطباع اللاواعي حول جودة الفندق.. تفصيلة صغيرة تصنع حكمًا كبيرًا؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في طريقك إلى غرفتك بالفندق، تضغط زر المصعد. لحظة لا تستغرق أكثر من ثانية، لكنها تُخزّن في ذهنك دون وعي. فالزر قد يكون باردًا معدنيًا بأطراف ناعمة، أو بلاستيكيًا مهتزًا يبدو وكأنه لم يُثبت جيدًا. هنا يبدأ العقل في رسم حكم داخلي على جودة الفندق، دون كلمة، دون تفكير.
الانطباع الحسي.. عندما يتكلم الإصبع بدل العقل
الملمس هو أول تواصل جسدي حقيقي بين النزيل وبنية الفندق. قبل الوصول إلى الغرفة، قبل تذوق الطعام، يختبر الضيف جودة الشيء عبر لمسة سريعة: هل الزر ثابت؟ هل يُضيء بوضوح؟ هل الصوت الناتج عنه ناعم أم حاد؟
كل هذه الإشارات تنتقل إلى الدماغ كمؤشرات جودة عامة، تشبه تمامًا الفرق بين باب ثقيل مُحكم وآخر يهتز عند اللمس.
متى يتحوّل الزر من وظيفة إلى رسالة؟
في بعض الفنادق، لا يُلقى بالٌ إلى هذه التفاصيل. الزر قد يبدو قديماً، بلا استجابة سريعة، أو يبدو رخيص الملمس. هذا لا يعني خللاً حقيقياً في الخدمة، لكن الانطباع الداخلي قد بدأ يتشكل: “ربما لم تُحدّث الأنظمة”، “هل هناك ضعف في الصيانة؟”، “هل الخدمة ستشبه الزر؟”
إنها لغة الأشياء الصامتة، تقول الكثير دون أن تقول شيئًا.
الفنادق الذكية.. حين تبدأ التجربة من الزر
بعض الفنادق تضع في اعتبارها أن التجربة لا تبدأ من الغرفة، بل من لحظة التفاعل الأول مع المنشأة. تجد زر المصعد مشغولاً بتصميم أنيق، استجابة ضوئية واضحة، وملمس صلب يبعث على الثقة. هذه التفاصيل الصغيرة لا تكلّف كثيرًا، لكنها تُترجم داخليًا لدى النزيل إلى فكرة مفادها: “هذا المكان يهتم”.
المقياس الفعلي.. هل خفّ التوتر دون أن تعرف السبب؟
أحيانًا، يبدأ النزيل في الشعور بالاطمئنان دون أن يدرك لماذا. يجد نفسه هادئًا، مطمئنًا، يتنقّل بثقة. غالبًا، تلك الثقة لم تأتِ من كلمات الترحيب، بل من لحظات حسية كزر مصعد محكم، أو مقبض باب صلب. فكل تفصيلة ملموسة تبني طبقة إضافية في جدار الانطباع الكلي.
اقرأ أيضًا: تأثير ملمس زر المصعد على الانطباع اللاواعي حول جودة الفندق





