المدونة

كيف تؤثر تقنيات الواقع الافتراضي على اختيار النزلاء للفنادق؟

كيف تؤثر تقنيات الواقع الافتراضي على اختيار النزلاء للفنادق؟

34 Views

كيف تؤثر تقنيات الواقع الافتراضي على اختيار النزلاء للفنادق؟

خاص – إم إيه هوتيلز

تسري تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) كأدوات حاسمة في وقائع الكثير من صناعة الضيافة والفندقة، حيث تؤثر بشكل مباشر على قرارات النزلاء عند اختيار أماكن الإقامة.

عصر تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، أصبحت خلاله تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة جذب للنزلاء. فما أبهى الصناعة التقنية حين تكون خيارًا تناله اليد وتختار بملء إرادتها ما يُشبع رغبتها في إقامة مميزة.

جولات افتراضية تعزز الثقة وتقلل من التردد

أصبح تقديم جولات افتراضية للفنادق أحد أبرز التطبيقات العملية لتقنيات الواقع الافتراضي (VR) في قطاع الضيافة. تتيح هذه التقنية للنزلاء المحتملين استكشاف الغرف، صالات الاستقبال، وحمامات السباحة من منازلهم، مما يزيل عنصر المفاجأة ويعزز الثقة في اتخاذ قرار الحجز. ففي الوقت الذي قد تبدو فيه الصور التقليدية مُضللة أحيانًا، تقدم الجولة التفاعلية صورة شاملة ودقيقة.

أظهرت تقارير حديثة من منصة “HotelTechReport” أن الفنادق التي تستخدم الجولات الافتراضية تشهد زيادة في الحجوزات بنسبة تصل إلى 67% مقارنة بتلك التي لا توفر هذا الخيار. ذلك لأن العميل يشعر وكأنه اختبر الفندق مسبقًا، مما يقلل من مخاوف التجربة غير المتوقعة.

تُعد مجموعة فنادق “NH” من الرواد في هذا المجال، إذ تقدم جولات بانورامية 360 درجة عبر موقعها الرسمي، ما يمنح الزائر تجربة افتراضية أقرب ما تكون إلى الواقع. هذه الإستراتيجية التسويقية الذكية أسهمت في تعزيز ثقة العملاء، وجعلت العلامة التجارية أكثر جاذبية في السوق الرقمي.

تخصيص التجربة وتحسين رضا النزلاء
تُسهم تقنيات الواقع المعزز (AR) في تخصيص تجربة النزلاء عبر أدوات ذكية داخل الغرف مثل: القوائم ثلاثية الأبعاد، تعليمات الاستخدام، وخدمات الترفيه التفاعلية. هذه الإضافات تعزز من قيمة الإقامة، وتحوّل الفندق من مجرد مكان للمبيت إلى مساحة ذكية تتجاوب مع احتياجات الضيف.

في مدينة دبي، يقدم فندق “دبليو دبي – النخلة” تجربة فريدة باستخدام الواقع المعزز للتفاعل مع الأعمال الفنية داخل الفندق. عند توجيه الهاتف المحمول نحو أحد التماثيل، تظهر معلومات مرئية وسمعية تحاكي تجربة المتحف. هذه الإضافة الذكية أضفت طابعًا ثقافيًا على الإقامة ورفعت من تقييم الضيوف للتجربة الفندقية. المصدر
تؤكد دراسة صادرة عن Like Digital & Partners أن الفنادق التي تستخدم الواقع المعزز في تقديم المعلومات وخدمات الغرف تشهد انخفاضًا في مكالمات الاستفسار بنسبة تصل إلى 35%، مما يدل على وضوح وسلاسة استخدام التقنية. إضافةً إلى ذلك، يزداد ولاء العملاء نتيجة لتجربة سلسة وشخصية، ما يدعم مبدأ “التفاعل المستدام” بين الضيف والفندق.

تأثير إيجابي على نية النزلاء للعودة
تُعد تجربة النزيل المحور الأهم في تعزيز نية العودة للفندق، وهنا تلعب تقنيات الواقع الافتراضي دورًا رئيسيًا في تحقيق تجربة متكاملة. عندما يحظى الزائر بتجربة بصرية عالية الدقة تُظهر له كل جوانب الفندق قبل زيارته، تقل فرص الشعور بالإحباط، ويزداد احتمال التوصية بالفندق للآخرين.

دراسة حديثة نُشرت في مجلة كلية السياحة والفنادق – جامعة الفيوم عام 2024، كشفت أن استخدام تقنيات VR وAR في الفنادق يؤدي إلى تحسين التقييم العام للمنشأة بنسبة 23%، ويزيد من معدلات نية النزيل في التكرار بنسبة 36%. وقد ركزت الدراسة على سلوك الضيوف الشباب والمتمرسين رقميًا، الذين أبدوا تفاعلًا إيجابيًا مع مثل هذه التقنيات.

نماذج عالمية اعتمدت الواقع الافتراضي
فنادق عالمية مثل “Marriott” و “Hilton” بدأت بالفعل باستخدام تقنيات “VR” في تدريب الموظفين وتقديم تجربة الحجز التفاعلي، مما يعكس إدراكًا استراتيجيًا لدور هذه التقنية في بناء ولاء طويل الأمد للعملاء، وخفض التكاليف التشغيلية على المدى البعيد. وتشير التوقعات إلى أن دمج الواقع الافتراضي في عمليات الحجز والإقامة سيصبح معيارًا في الصناعة بحلول عام 2030.

في المملكة العربية السعودية، يُعد فندق فيرمونت الرياض من أبرز النماذج التي دمجت تقنيات الواقع الافتراضي ضمن تجربة الحجز الفندقي. فقد أتاح الفندق للضيوف جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد تمكّنهم من استكشاف الغرف، قاعات الاجتماعات، والمرافق الترفيهية بشكل تفاعلي قبل الحجز. ووفقًا لتقرير “Accor Group” لعام 2024، فإن الفنادق التي اعتمدت هذه التقنية في الخليج – ومنها فيرمونت الرياض – شهدت زيادة بنسبة 28% في معدل تحويل الزوار الرقميين إلى نزلاء فعليين، مما يؤكد أهمية الواقع الافتراضي في بناء ثقة العملاء وتحفيز قرارات الإقامة.

ركيزة أساس لواقع فندقي
لقد أصبحت تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ركيزة أساسية في مستقبل صناعة الضيافة، حيث لم تعد تقتصر على جذب انتباه النزلاء، بل أصبحت أداة حاسمة في بناء الثقة، وتخصيص التجربة، وتحقيق رضا الزبائن على مستويات متعددة. في عالم تتسارع فيه قرارات الحجز عبر الإنترنت، يُعد دمج هذه التقنيات استثمارًا ذكيًا يعكس احترافية العلامة الفندقية ورؤيتها المستقبلية.

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، فإن الفنادق التي تتبنى هذه الابتكارات اليوم لا تكتفي بمواكبة التوجهات، بل تضع نفسها في موقع الريادة، وتُرسّخ مكانتها كمؤسسات تضع تجربة النزيل في صميم استراتيجياتها. وبينما يتجه قطاع الضيافة نحو المزيد من الرقمنة، سيُصبح الواقع الافتراضي أداة لا غنى عنها في سباق التميُّز والتنافس العالمي.

اقرأ أيضًا: فوائد دمج تقنية الواقع الافتراضي في تسويق الفنادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى