إدارة الأسعار الفندقية.. كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في سوق ضيافة يتغير كل ساعة، لم يعد التسعير عملية حسابية جامدة، بل أصبح فنًا معقدًا يتطلب استيعابًا دقيقًا للسوق، وسلوك النزلاء، ومعدلات الإشغال، وحركة المنافسين. وفي قلب هذا التحول، برز الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية تتيح للفنادق اتخاذ قرارات تسعيرية ذكية، ديناميكية، ومبنية على بيانات حية.

كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة تسعير الغرف؟ ولماذا بات يُنظر إليه كأحد مفاتيح رفع الإيرادات وتحقيق التوازن بين العرض والطلب؟

من التسعير الثابت إلى التسعير الديناميكي

في الماضي، كانت معظم الفنادق تعتمد على تسعير موسمي أو أسبوعي. ولكن هذا النمط لم يعد كافيًا في ظل تقلب الطلب، وتنوّع القنوات، وتغيّر سلوك الضيوف.

الذكاء الاصطناعي أتاح تطبيق أنظمة تسعير ديناميكي تعتمد على تحليل مستمر للبيانات.. مثل عدد الحجوزات في اليوم، نسبة الإشغال، الأنشطة في المدينة، حركة المنافسين، وحتى الطقس والأحداث المحلية.

النظام يُعدّل السعر تلقائيًا حسب هذه المتغيرات، ما يزيد من القدرة على استثمار كل فرصة ربحية.

قراءة الطلب قبل أن يتكوّن

واحدة من أكبر مزايا الذكاء الاصطناعي هي القدرة على التنبؤ بالطلب المستقبلي.. فإذا أظهرت البيانات أن هناك ارتفاعًا في حركة البحث عن وجهة معينة، أو زيادة في الاستفسارات عن تواريخ محددة، يقوم النظام برفع الأسعار تدريجيًا حتى قبل أن يبدأ الطلب الفعلي.

هذا النوع من التفاعل الاستباقي يمكّن الفندق من استباق السوق بدلًا من رد الفعل المتأخر.

تخصيص التسعير حسب شريحة الضيف

ليست كل الحجوزات متساوية. بعض الضيوف يحجزون مبكرًا، والبعض في اللحظة الأخيرة. بعضهم يبحث عن مرونة، وآخرون يفضلون الأسعار الثابتة.

أنظمة الذكاء الاصطناعي تقرأ هذه الأنماط وتُخصص التسعير بناءً على الشريحة.. ما يسمح للفندق بتحقيق أعلى قيمة من كل فئة دون أن يضر بصورة العلامة التجارية.

الفرق بين فندق يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وآخر يتخذ قرارات يدوية

الفندق الذي يوظف الذكاء الاصطناعي في التسعير يعمل بدقة وسرعة.. لا ينتظر حتى ينخفض الإشغال ليتحرك، ولا يُفوّت فرصة رفع السعر عند ازدياد الطلب. بينما الفندق الذي يعتمد على التحديث اليدوي للتسعير، غالبًا ما يصل متأخرًا، أو يتخذ قرارات غير مبنية على واقع السوق.

النتيجة؟ الأول يزيد من أرباحه بهدوء، والثاني يلاحق الفرص الفائتة.

تساؤلات الإدارة.. هل الذكاء الاصطناعي يلغي دور مديري الإيرادات؟

يعتقد البعض أن النظام الذكي قد يُقصي المتخصصين في إدارة الإيرادات. لكن الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محلهم، بل يعزز دورهم.

المدير الذكي اليوم لا يقضي وقته في إدخال الأسعار يدويًا، بل يوجّه الاستراتيجية، يقرأ التقارير، ويُحلل الاتجاهات بمساعدة أدوات تملك قدرة تحليل تفوق الطاقة البشرية.

كما أن النظم الذكية أصبحت متاحة بأشكال مرنة، تناسب الفنادق الصغيرة والمتوسطة، وتتيح تجريبها دون التزام مالي كبير.

اقرأ أيضًا: أهمية إدارة الأسعار في تحسين الربحية