الاستدامة في الضيافة لم تعد رفاهية.. ما الذي يبحث عنه النزيل الجديد؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لم تعد الاستدامة مجرد خيار تكميلي في عالم الضيافة، بل تحوّلت إلى عنصر حاسم في تشكيل هوية الفندق وولاء النزيل. في عام 2025، أصبحت ممارسات الفنادق في مجال الاستدامة تُقيّم من قبل الضيوف قبل الحجز، وتُدوّن في التقييمات العلنية بعد المغادرة. النزيل الجديد، الذي يمتلك وعيًا بيئيًا متزايدًا، بات يبحث عن فنادق تُجسد قيم المسؤولية لا شعاراتها.
في هذا السياق، تبرز خمس ركائز رئيسية تسعى الفنادق من خلالها إلى تلبية توقعات الزبائن البيئيين، وتقديم تجربة ضيافة حديثة، مريحة، ومسؤولة في آنٍ معًا.
الشفافية البيئية.. من الشعار إلى الإثبات
الضيوف أصبحوا أكثر وعيًا بتمييز الفارق بين الحملات التسويقية والممارسات الفعلية. لذلك، تلجأ الفنادق الآن إلى إبراز شهاداتها البيئية الموثوقة مثل Green Globe أو EarthCheck، وتوثيق مبادراتها بالتقارير المحدثة. هذه الخطوة لا تعكس فقط التزامًا بيئيًا، بل تمنح الضيف إحساسًا بالثقة والوضوح، ما ينعكس إيجابيًا على قرار الحجز.
إدارة الطاقة والمياه.. تفاصيل صغيرة تخلق فرقًا كبيرًا
العديد من الفنادق اتجهت إلى اعتماد أنظمة ذكية لترشيد الطاقة، مثل الإضاءة LED، ومفاتيح الغرف التي تتحكم تلقائيًا في الإضاءة والتكييف عند مغادرة الضيف. كما بدأت بعض الفنادق باستخدام المياه الرمادية لري الحدائق، وتركيب أدوات صحية منخفضة التدفق لتقليل الهدر، دون التأثير على راحة الضيوف.
التحول الرقمي.. بديل مستدام عن الورق والبلاستيك
الاستغناء عن القوائم الورقية، النشرات، وكتيبات الغرف أصبح معيارًا للاستدامة الرقمية. تقدم الفنادق تطبيقات إلكترونية تتيح للنزيل الوصول إلى جميع المعلومات والخدمات، ما يقلل من استهلاك الورق، ويقلل من النفايات الناتجة عن التغليف. كما انتشرت عبوات المياه القابلة لإعادة التعبئة كبديل عن البلاستيك أحادي الاستخدام.
الشراكة مع المجتمع المحلي.. الضيافة الممتدة خارج الجدران
الفندق المستدام لا يقتصر على عزل ذاته بيئيًا، بل يُشرك المجتمع المحلي. فشراء المنتجات الغذائية من مزارعين محليين، واستخدام الأثاث من حرفيين محليين، ودمج العناصر الثقافية في التصميم والخدمة، يعزز الاقتصاد المحلي ويمنح الضيف تجربة أصيلة وعميقة.
التواصل الصادق مع النزيل.. تجربة بيئية واعية
باتت الفنادق تُشرك الضيوف بشكل مباشر في المبادرات البيئية، من خلال برامج مثل “إعادة استخدام المناشف”، أو طلب تقييم مبادرات الفندق البيئية بعد الإقامة. بعض الفنادق تمنح خصومات للضيوف الذين يختارون التنقل بالدراجة أو التخلي عن تنظيف الغرفة اليومي. هذا النوع من التفاعل يحوّل النزيل من مستهلك إلى شريك بيئي فاعل.
الاستدامة أصبحت عامل تمييز لا ترفًا دعائيًا
الفنادق التي تتعامل مع الاستدامة بجدية تُكافأ من قبل الضيوف بولاء وتقييمات إيجابية. في المقابل، تبقى الفنادق التي تروج لمفاهيم خضراء شكلية، دون خطوات فعلية، معرضة لفقدان الثقة. في زمن تُقاس فيه القيم بممارسات ملموسة، تتحول الاستدامة إلى استثمار بعيد المدى لا يُقاس فقط بتكلفة، بل بقيمة معنوية تترسخ في وعي النزيل.
اقرأ أيضًا: كيف تُغيّر «الضيافة الذكية» مستقبل الفنادق؟





