M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

كيف تعيد الممرات القصيرة ترتيب شعور الضيف بالأمان؟
المدونة

كيف تعيد الممرات القصيرة ترتيب شعور الضيف بالأمان؟

91 Views

كيف تعيد الممرات القصيرة ترتيب شعور الضيف بالأمان؟

إم إيه هوتيلز – خاص

قد تبدو الممرات داخل الفنادق مجرّد مساحات للعبور، لكنها تحمل دورًا نفسيًا بالغ التأثير في تشكيل شعور الضيف بالأمان والانتماء. فالممرات ليست فقط وسيلة للوصول إلى الغرف، بل تُعد جزءًا من التجربة الحسية الشاملة التي تبدأ من المصعد أو المدخل وتنتهي عند عتبة الغرفة. ومن بين عناصر التصميم التي كثيرًا ما يغفل عنها المصممون، تأتي الممرات القصيرة كأداة معمارية تؤثر مباشرة في الشعور النفسي للضيف.

الطول كعامل نفسي

تشير دراسات التصميم البيئي إلى أن الطول المفرط في الممرات يُحدث شعورًا بالتيه أو الانعزال، خاصة عندما تكون الإضاءة باهتة أو التفاصيل متكررة. بينما تُساهم الممرات القصيرة في خلق نوع من القرب والخصوصية، وتمنح الضيف شعورًا بأنه ليس في مساحة مهجورة، بل في بيئة يمكن التحكم فيها بسهولة. هذا الإحساس بالسيطرة على الفضاء المحيط يعزّز بدوره الشعور بالأمان.

سهولة التنقّل وثقة الاتجاه

الممر القصير يسهل فهمه بصريًا، ويمنح الضيف ثقة أكبر في معرفة وجهته دون الحاجة إلى لوحات إرشادية مكثفة. هذا التبسيط البصري يُقلّل من توتر الضيف ويجعله يشعر بأنه في فندق مُخطط بعناية. بعكس الممرات الطويلة ذات الزوايا المتعددة التي قد تُوحي بالغموض أو عدم التنظيم، وهو ما يُؤثر سلبًا على الراحة النفسية.

الإحساس بالقرب من المركز

غالبًا ما يشعر النزيل بأن الغرفة القريبة من المصعد أو الردهة أكثر أمنًا من تلك التي تقع في نهاية ممر طويل. فكلما قَصُرَت المسافة بين الغرفة والمناطق العامة، زاد الإحساس بالقرب من “مركز الأمان”، وهو ما يعكس مفهوم “الوجود في مرمى الرؤية”، الذي يُخفّف شعور العزلة أو الخوف خاصة في الفنادق الكبيرة.

التصميم الصوتي للممرات

الممر القصير يسهل التحكم فيه من حيث توزيع الصوت، وهو ما يقلل من صدى الخطوات أو ضوضاء العجلات، وبالتالي يخلق بيئة صوتية أكثر طمأنينة. الضيف الذي لا يسمع أصواتًا غريبة أو بعيدة يشعر بأن المكان أكثر خصوصية وأمانًا، خاصة خلال ساعات الليل أو عند وصوله لأول مرة.

تفاعل الضيف مع التفاصيل

عندما يكون الممر قصيرًا، يكون التركيز البصري لدى النزيل أعلى تجاه التفاصيل: الإضاءة، لون الجدران، أرضية السجاد، رائحة الممر، وحتى شكل أرقام الغرف. هذه التفاصيل، حين تكون مُتقنة ومُختصرة، توصل رسائل فورية بالجودة والرعاية. الممر القصير لا يسمح بتكرار العناصر أو إخفاء العيوب، وهو ما يُرغم الفندق على تقديم تجربة دقيقة ومصقولة.

التجربة الشعورية قبل الدخول

الشعور الذي يتكوّن داخل الممر يسبق دخول النزيل إلى الغرفة، ولذلك فإن الممر القصير يعمل كفاصل زمني ونفسي صغير، لكنه محوري. إذا شعر النزيل بالراحة والثقة خلال تلك الثواني، فإن انطباعه عن الغرفة يكون أكثر إيجابية، حتى وإن لم يكن التصميم الداخلي فائق الفخامة. ببساطة، يبدأ الأمان من الممر.

اقرأ أيضًا: اللون الموحد للمفروشات.. هل يقلل أو يعزز رضا النزيل عن النظافة؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *