اللون الموحد للمفروشات.. هل يقلل أو يعزز رضا النزيل عن النظافة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
يُعد اللون عنصرًا حاسمًا في تشكيل الانطباع الأول لأي مساحة داخل الفندق، لكن عندما يتعلق الأمر بالمفروشات تحديدًا، يصبح اللون الموحد أداة نفسية دقيقة تؤثر في تقييم النزيل لمعيار النظافة، سواء بوعي أو دون وعي. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يُشعر اللون الموحد الضيف بالطمأنينة والنقاء، أم يثير شكوكه بسبب غياب التنويع البصري؟
المعنى النفسي للّون الواحد
تعتمد العديد من الفنادق على الألوان الفاتحة الموحدة في المفروشات، كالدرجات البيضاء أو البيج أو الرمادي الفاتح، لأنها تعكس الضوء وتُظهر أي بقعة أو اتساخ بسهولة. هذا الانكشاف يجعل الضيف يشعر أن الفندق لا يخفي شيئًا، ويُضفي شعورًا ضمنيًا بالشفافية والنظافة العالية. اللون الموحد هنا يتحول إلى ما يشبه “الشهادة البصرية” على الصدق والعناية.
عندما يتحوّل التكرار إلى رتابة
في المقابل، قد يرى بعض النزلاء أن الإفراط في توحيد اللون يُفضي إلى انعدام العمق البصري، ويولّد إحساسًا بالملل أو الجمود، خاصة في حال غياب العناصر الزخرفية أو الخامات المتنوعة. كما أن الألوان الفاتحة الموحدة، إن لم تكن في بيئة مُعتنى بها جيدًا، تُظهر علامات الاستخدام بسرعة، مما قد ينعكس سلبًا على تقييم النظافة، حتى لو كانت المفروشات نظيفة فعليًا.
ارتباط اللون بالإحساس بالانتعاش
في علم النفس البيئي، تُرتبط الألوان الموحدة الفاتحة بإحساس الانتعاش والتهوية، وهي إشارات حسية إيجابية ترفع تقييم المساحة. على النقيض، الألوان الداكنة أو المزخرفة قد تُخفي العيوب، لكنها لا تمنح نفس الشعور بالانتعاش، ما قد يؤثر على تقييم النزيل بشكل غير مباشر حتى لو لم يُعبّر عن ذلك لفظيًا.
التناسق والوضوح البصري
عندما تكون المفروشات بلون موحد ومن خامة متجانسة، يصبح تقييم النظافة أكثر وضوحًا للعين. فلا حاجة للتفتيش أو المقارنة بين الأقمشة والأنسجة. أي تفصيل غير نظيف سيظهر فورًا، ما يُشعر النزيل بأن الفندق واثق في نظافته ولا يُخفي شيئًا خلف أنماط أو زخارف.
الاعتناء بالخامة أكثر من اللون
اللون الموحد وحده لا يكفي، فالنزيل الخبير يُقيّم المفروشات أيضًا من ملمسها وحالة أقمشتها. حين يقترن اللون الموحد بخامات نظيفة، مكوية، ومفرودة بعناية، يُترجم ذلك فورًا في ذهن النزيل إلى دقة واهتمام. بينما اللون الموحد المصحوب بكرمشة أو تلف بسيط، قد يُعطي إيحاءًا بالإهمال، حتى وإن كانت المفروشات مغسولة.
تلقيح التوحيد ببعض التفاصيل
بعض الفنادق الذكية تتبع استراتيجية اللون الموحد مع تفصيل لوني بسيط في الوسائد أو الحواف أو الشراشف، لتكسر الرتابة دون الإخلال بالوضوح البصري. هذه الاستراتيجية توازن بين النظافة الظاهرة والإبداع في التقديم، وتُرضي أنماط الضيوف المختلفة.
اقرأ أيضًا: درجة الانعكاس في الأرضيات.. ما علاقتها بشعور الضيف بالمساحة؟