المدونة

OTA.. هل لا تزال المنصات الوسيطة الخيار الأفضل للفنادق؟

OTA.. هل لا تزال المنصات الوسيطة الخيار الأفضل للفنادق؟

28 Views

OTA.. هل لا تزال المنصات الوسيطة الخيار الأفضل للفنادق؟

إم إيه هوتيلز – خاص

لطالما شكّلت منصات الحجز الإلكتروني (OTA) مثل Booking وAgoda وExpedia نقطة تحول في طريقة تسويق الفنادق وبيع الغرف. هذه المنصات أتاحت للفنادق الوصول إلى قاعدة نزلاء عالمية خلال ثوانٍ، ما ساهم في زيادة نسب الإشغال وتعزيز الحضور الرقمي.

لكن مع تطور أدوات الحجز المباشر، وصعود التسويق الرقمي المملوك، بات السؤال مطروحًا بقوة: هل لا تزال المنصات الوسيطة هي الخيار الأفضل للفنادق؟ أم أن الزمن بدأ يُعيد التوازن نحو القنوات المباشرة؟

ماذا تقدم منصات OTA للفنادق؟

توفر منصات الحجز الوسيطة للفنادق مجموعة من المزايا الفورية.. انتشار واسع، ظهور في نتائج البحث العالمية، ثقة العملاء الذين يفضلون الحجز من مكان واحد، ونظام مراجعات يُضفي شفافية على التقييم.

كما أن هذه المنصات تُجنّب الفندق تكاليف التسويق الرقمي المباشر، إذ تستقطب الحركة traffic، وتدير الحملات الإعلانية، وتتكفّل بخدمة العملاء قبل الحجز.

الجانب المظلم.. العمولة تفوق 15% أحيانًا

ورغم ما سبق، تبقى عمولات OTA واحدة من أبرز تحديات الفنادق، حيث تصل في بعض الحالات إلى 20٪ من قيمة الحجز. هذا الاستقطاع الكبير يُضعف هوامش الربح، ويُقيّد حرية الفندق في تقديم عروض خاصة أو بناء علاقة مباشرة مع النزيل.

كما أن سيطرة هذه المنصات على العلاقة مع النزيل تمنع الفندق من جمع بيانات الاتصال المباشرة، أو إعادة استهدافه مستقبلًا بدون وساطة.

من يملك النزيل؟ سؤال جوهري

الفرق الجوهري بين الحجز عبر OTA والحجز المباشر يكمن في “ملكية العلاقة”. عندما يحجز النزيل عبر موقع الفندق، تُبنى علاقة مباشرة تُتيح للفندق التواصل، التخصيص، والتسويق لاحقًا. أما عبر الوسيط، تبقى هذه العلاقة محصورة في حدود الحجز.

ومع تزايد أهمية البيانات والتحليلات، يُصبح هذا الفارق محوريًا في بناء برامج الولاء وتحقيق تجربة متكاملة.

هل الوقت مناسب للعودة إلى الحجز المباشر؟

العديد من الفنادق بدأت في تطوير مواقعها الإلكترونية، وتفعيل محركات حجز ذكية، وإطلاق حملات تسويق مباشر عبر البريد الإلكتروني ومنصات التواصل. هذه الخطوات تعكس رغبة متزايدة في تقليل الاعتماد على الوسيط، واستعادة السيطرة على تجربة الحجز.

ومع تطور أنظمة PMS وCRM، أصبح بإمكان الفنادق الصغيرة أيضًا أن تُنافس رقميًا من خلال تقديم عروض مخصصة، وتجربة حجز سلسة، ومكافآت للحجز المباشر.

الفرق بين فندق يعتمد كليًا على OTA وآخر يُفعّل الحجز المباشر

الفندق الأول يحقق إشغالًا مرتفعًا لكنه يخسر جزءًا من الأرباح والبيانات. بينما الفندق الثاني يُحقق إشغالًا متوازنًا، لكنه يبني قاعدة بيانات قوية، يُقلل الاعتماد على العمولات، ويُطوّر علاقة طويلة المدى مع النزيل.

الاستقلال الرقمي لا يعني إلغاء الوسيط، بل إدارة العلاقة معه بذكاء.

تساؤلات الإدارة.. هل يُمكن الاستغناء عن المنصات الوسيطة تمامًا؟

هذا السؤال يُطرح كثيرًا. والإجابة الواقعية أن OTA لا تزال تلعب دورًا مهمًا، خصوصًا في المواسم المنخفضة أو عند استهداف أسواق جديدة. لكن الاعتماد الكلي عليها دون تطوير قناة حجز مباشرة يُعرّض الفندق لمخاطر تسويقية ومالية على المدى الطويل.

الاستراتيجية المثلى هي تحقيق توازن: استخدام OTA لتوسيع الانتشار، والحجز المباشر لبناء العلاقة وتعزيز الربحية.

اقرأ أيضًا: مواقع الفنادق الإلكترونية.. بوابة نحو تجربة خاصَّة للنزيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى