حجم الفراغات في الغرفة.. متى يشعر النزيل بالاحتواء ومتى يشعر بالتيه؟


حجم الفراغات في الغرفة.. متى يشعر النزيل بالاحتواء ومتى يشعر بالتيه؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا يرتبط شعور النزيل بالراحة في الفندق بمساحة الغرفة فقط، بل بطريقة توزيع هذه المساحة، وإيقاع الفراغات بين الأثاث والجدران والسقف. فالغرفة قد تكون واسعة لكنها تُشعر الزائر بالتيه، أو ضيقة ولكن تُشعره بالدفء والاحتواء. إنها معادلة معمارية نفسية شديدة التعقيد.
الفراغ ليس دائمًا رفاهية
يفترض كثيرون أن كلما زادت مساحة الغرفة زادت الراحة، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. فالغرف الواسعة جدًا التي تفتقر إلى عناصر التوازن البصري أو التقسيم الداخلي قد توحي بالوحدة والبرودة. أما الغرف المتوسطة التي تُحسن استخدام الفراغ وتخلق إحساسًا بالخصوصية، فتترك أثرًا نفسيًا أكثر دفئًا.
توزيع الأثاث كترجمة بصرية للأمان
عندما يكون السرير قريبًا من الجدار دون أن يكون ملتصقًا، والكرسي موضوعًا في مكان يسمح بالجلوس دون مواجهة الباب مباشرة، والأثاث متوزعًا بذكاء حول مساحات الحركة، يشعر النزيل بأن الغرفة “مبنية لأجله”. هذه التفاصيل تُفسر لا شعوريًا على أنها عناية، وتخلق حالة من الطمأنينة.
السقف المرتفع.. حرية أم عزلة؟
يُعد ارتفاع السقف جزءًا من تصميم الفراغ، لكنه قد يخلق شعورًا بالتباعد أو الرسمية. بعض الضيوف يفضلون الأسقف المتوسطة التي تعزز الإحساس بالاحتضان، بينما يشعر آخرون بالراحة في المساحات المفتوحة. الفنادق الذكية تراعي توازن النسب بين ارتفاع السقف وحجم الغرفة لتجنب الإحساس بـ “الفراغ البارد”.
النوافذ الكبيرة والمساحات المعلقة
وجود نوافذ ممتدة من الأرض إلى السقف لا يعزز فقط دخول الضوء، بل يربط النزيل بالعالم الخارجي، مما يقلل شعوره بالانغلاق. لكن إذا جاءت هذه النوافذ ضمن فراغ كبير دون تقسيم بصري مناسب، فقد يشعر الضيف بالتشتت أو عدم الانتماء.
التوازن بين الحرية والخصوصية
الغرف المصممة بأسلوب “الاستوديو المفتوح” قد تعطي شعورًا بالتحرر، لكنها تفقد أحيانًا الحواجز النفسية الضرورية بين مناطق النوم والعمل والجلوس. أما التصميم الذي يوزع المساحات بوحدات متصلة دون أن تُفقد الاستقلالية، فهو ما يمنح النزيل شعورًا داخليًا بالتوازن النفسي.
اقرأ أيضًا: الإضاءة العمودية في غرف النوم.. كيف تُعيد ضبط الإيقاع الحيوي للنزيل؟