التفاعل النفسي مع الأرضيات.. كيف تؤثر الأرضية على شعور النزيل بالأمان عند المشي؟
إم إيه هوتيلز – خاص
بينما يركّز كثير من المصممين على الأثاث والإضاءة والديكور، تتسلل الأرضيات بهدوء لتكون أحد أقوى عناصر التأثير النفسي في تصميم الغرف الفندقية. فالإحساس الذي يشعر به النزيل عند ملامسة قدميه للأرض يحمل تأثيرًا عميقًا، يتعدى الراحة الجسدية ليصل إلى الإحساس بالأمان أو القلق، الانفتاح أو العزلة.
أرضية الغرفة.. إحساس مباشر بلا وساطة
خلافًا للعناصر الأخرى في التصميم التي قد يتفاعل معها النزيل بصريًا أو عبر اللمس، فإن الأرضية تُختبر لحظيًا وبشكل مباشر من أول خطوة. خشونة السطح، نعومته، استواءه، وحتى صوته تحت القدم، كلها رسائل غير منطوقة تُبرمج شعور الضيف وتكوّن انطباعه الفوري حول الراحة والجودة.
الأمان النفسي في كل خطوة
تؤثر الأرضية في شعور النزيل بالاستقرار. أرضيات صلبة دون اهتزازات، وخالية من الانزلاق، تُعزز الشعور بالثقة في المكان، خاصة لدى كبار السن أو النزلاء القادمين من رحلات مرهقة. أما الأرضيات المتأرجحة أو المصقولة الزائدة، فقد تثير لا شعوريًا إحساسًا بعدم الثبات.
الصوت الصادر من الأرض.. مؤشر نفسي خفي
الخطوات الصامتة على أرضية مفروشة تختلف عن وقع القدم على أرضيات خشبية أو بلاط بارد. بعض الفنادق تختار عمدًا أرضيات تمتص الصوت لتمنح النزيل خصوصية وهدوءًا، بينما تستخدم أخرى صوت الأرض الخفيف كوسيلة إيحائية بالحياة أو الترحيب.
الترابط بين الأرضية والمواد الطبيعية
تشير دراسات التصميم الحسي إلى أن الأرضيات المصنوعة من الخشب الطبيعي أو الحجر توحي بارتباط أعمق بالبيئة وتمنح شعورًا بالدفء، مقابل الأرضيات الاصطناعية التي قد تُشعر الزائر بالانفصال أو الرسمية المفرطة. لذا تتجه بعض الفنادق إلى استخدام مواد طبيعية لتحقيق توازن بين الفخامة والألفة.
الانتقال النفسي من مساحة إلى أخرى
لا تُستخدم الأرضيات فقط للفصل بين المساحات المعمارية، بل أيضًا للفصل النفسي. على سبيل المثال، الانتقال من أرضية الغرفة الناعمة إلى حمام مبلّط ببرودته المعهودة يرسل إشارات غير واعية للنزيل حول الخصوصية أو الاستعداد لتغيير الحالة المزاجية. وهنا تلعب الخامات والألوان أدوارًا تكاملية في بناء هذه الرسائل.
اقرأ أيضًا: حجم الفراغات في الغرفة.. متى يشعر النزيل بالاحتواء ومتى يشعر بالتيه؟