نوع عطر الموظف.. هل يُحسب ضمن تقييم الخدمة؟


نوع عطر الموظف.. هل يُحسب ضمن تقييم الخدمة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في فنادق اليوم، لم تعد تفاصيل الخدمة تقتصر على الابتسامة أو سرعة الاستجابة، بل دخلت عناصر حسية دقيقة ضمن الانطباعات التي تُبنى حول تجربة الضيافة. من بين هذه العناصر ما قد يبدو غير محسوب رسميًا، لكنه يترك أثرًا واضحًا: عطر الموظف. فهل يساهم نوع العطر الذي يستخدمه موظف الفندق في تشكيل تصور الضيف عن جودة الخدمة؟ وهل قد يتحوّل هذا الأثر إلى نقطة تقييم غير معلنة؟
الرائحة كجزء من الهوية الحسية للفندق
حين يقف موظف الاستقبال أمام النزيل أو يقترب النادل لتقديم الخدمة، فإن الرائحة التي تفوح منه تصبح تلقائيًا جزءًا من التجربة. هذه الرائحة، سواء كانت ناعمة ومنعشة أو نفاذة وثقيلة، تُؤثّر على راحة الضيف في التفاعل، حتى لو لم يُدرك ذلك بشكل واعٍ. العطر هنا ليس عنصرًا شخصيًا فقط، بل أداة ضمن مشهد ضيافي متعدد الحواس.
إن كانت الرائحة لطيفة، فهي تضيف إلى انطباع الاحتراف والرقي. وإن كانت مزعجة أو متناقضة مع بيئة الفندق، فإنها تخلق فجوة حسية.
بين العطر الشخصي والسياسة المؤسسية
في بعض الفنادق الفاخرة، يتم تحديد نوع العطر أو حتى درجة تركيزه ضمن دليل السلوك الداخلي. الهدف هو توحيد التجربة وتقليل احتمالية الإزعاج أو التباين بين الموظفين. لكن في منشآت أخرى، يُترك الأمر لاجتهاد الأفراد، ما يفتح الباب أمام مبالغة في الاستخدام أو اختيار عطور لا تناسب حساسية بعض النزلاء.
غياب الإرشاد هنا لا يمرّ مرور الكرام — بل يُسجَّل في وعي النزيل باعتباره علامة على الفوضى أو العشوائية.
عطر الموظف كسلاح ذو حدين
العطر الجيد يترك أثرًا جميلًا، لكنه إذا فاق الحد المطلوب يتحوّل إلى عامل طارد، خاصة في الأماكن المغلقة أو أثناء التعامل القريب، مثل فتح الباب، تقديم القهوة، أو ترتيب الغرفة. وقد لا يُصرّح النزيل بشكواه، لكنه يدوّن انطباعًا سلبيًا ضمنيًا قد ينعكس في تقييم لاحق أو قرار بعدم العودة.
الضيافة هنا تتطلب حساسية مضاعفة تجاه الروائح، مثلما تُبدي حساسية تجاه النبرة أو السلوك.
هل يُقاس العطر ضمن معايير الخدمة؟
رغم أن استبيانات تقييم الفنادق لا تتضمن سؤالًا مباشرًا عن “عطر الموظف”، إلا أن الملاحظات الحرة كثيرًا ما تتضمن إشارات للرائحة — سواء كانت مريحة أو خانقة. وهي ملاحظات تتكرّر خاصة مع النزلاء الذين يملكون حساسية عالية تجاه الروائح أو أولئك الذين يلاحظون التفاصيل الحسية بدقة.
وحين يظهر العطر مرارًا في المراجعات، تبدأ الإدارة في إدراك أنه ليس تفصيلًا هامشيًا، بل عنصرًا يجب التحكم فيه.
الهوية العطرية للفندق تبدأ من الأفراد
بعض الفنادق تسعى لتصميم “هوية عطرية” خاصة بها تُضخ في الممرات أو اللوبي. لكن إن كانت رائحة الموظف تتناقض مع تلك الهوية، فإن الرسالة البصرية والصوتية والعطرية تصبح غير متجانسة. والعكس صحيح: حين يُنسّق كل عنصر حسي بدقة، يشعر النزيل بانسجام غير معلن يعزز من جودة التجربة.
اقرأ أيضًا: سرير الأطفال القابل للطي.. كيف يؤثر على قرار العائلة؟