نسب الزخرفة في اللوبي.. متى يشعر النزيل بالترف ومتى يراه مبالغة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
تصميم بهو الفندق لم يعد مجرد عنصر جمالي، بل أصبح أداة نفسية شديدة التأثير في رسم الانطباع الأول لدى النزيل. وبين الزخرفة المتقنة والديكور الفخم، يقف الزائر على حافة دقيقة بين الإعجاب بالتفاصيل والشعور بالتكلّف. فما الذي يحدد متى يرى النزيل اللوبي ترفًا محببًا؟ ومتى يراه مبالغة تُشعره بعدم الانتماء؟
الزخرفة كأداة ترحيب حسية
تشير دراسات في التصميم البيئي إلى أن التفاصيل الزخرفية – من النقوش على الأعمدة إلى تطريز الأرائك – تخلق إحساسًا فوريًا بالهوية، وتبث إشارات غير مباشرة حول قيمة الفندق وفلسفة ضيافته. عندما تكون الزخارف متناغمة مع الضوء والموسيقى والروائح، فإنها تُستقبل كجزء من تجربة حسية راقية، لا كعناصر استعراضية.
عندما يتحول الترف إلى عبء بصري
المبالغة في الزخرفة قد تُولد لدى النزيل شعورًا بالضغط البصري أو الانفصال الثقافي، خاصة إذا لم يكن النزيل معتادًا على الفخامة الزائدة. تصاميم غنية بالنقوش، أو ألوان لامعة جدًا، أو أثاث منمق بشكل مبالغ فيه، قد تخلق حاجزًا نفسيًا بين الضيف والمكان، وتجعل التجربة غير مريحة أو “متصنعة”.
التوازن بين الانبهار والانسجام
الفنادق الذكية تعتمد على تحليل بيانات النزلاء، بما في ذلك الخلفيات الثقافية والاقتصادية، لتحديد مستوى الزخرفة الأنسب في اللوبي. فالنزلاء من بيئات محافظة قد يفضلون البساطة الأنيقة، بينما آخرون قد يبحثون عن الفخامة الكاملة. تحقيق هذا التوازن يتطلب حسًا تصميميًا دقيقًا وفهمًا لسيكولوجية الجمهور المستهدف.
النسب المثالية.. أين تقف الحدود؟
لا توجد قاعدة ثابتة، لكن غالبًا ما يُفضل أن تكون نسبة العناصر الزخرفية في اللوبي أقل من 30% من مساحة التأثير البصري، أي أن تبقى التفاصيل ضمن نطاق الإحاطة، لا الإغراق. يتم ذلك عبر توزيع العناصر بشكل استراتيجي: سقف بنقوش خفيفة، جدران هادئة، وأثاث يحتوي على لمسات راقية دون زحمة تصميم.
دور الإضاءة والألوان في تعزيز الشعور بالترف
الزخرفة لا تعمل بمفردها، بل تتكامل مع الإضاءة الدافئة والدرجات اللونية المدروسة لتقديم تجربة بصرية راقية. الإضاءة غير المباشرة مثلًا قادرة على إبراز النقوش دون أن تفرضها على العين، بينما تساعد الألوان الترابية على امتصاص أي شعور بالمبالغة.
ماذا يقول النزلاء في تقييماتهم؟
من خلال تحليل مراجعات الضيوف، يتبين أن وصف “الفندق جميل لكن مبالغ فيه” يظهر غالبًا حين تكون الزخرفة طاغية على الراحة. أما وصف “راقي جدًا ومريح للعين” فيتكرر عندما تتوزع العناصر الزخرفية بشكل متوازن ومريح. التقييم البصري المبكر قد يحدد مدى رضا النزيل عن كامل التجربة.
اقرأ أيضًا: إدارة توقعات الضيف قبل الدخول للغرفة.. كيف تتحكم واجهة الباب في الشعور العام؟
