عقود النوم.. هل تؤثر مرتبة الفندق في تقييم العلامة التجارية؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا يوجد عنصر في تجربة الضيافة يمكنه التأثير على ولاء الضيف مثل نومه. وإن كانت الوسادة والإضاءة تلعبان دورًا، فإن المرتبة تُعد العقد الحقيقي بين الفندق ونزيله، عقد غير مكتوب لكنه يُوقّع كل ليلة دون كلمات. فهل يمكن لمرتبة مريحة أن ترفع تصنيف العلامة الفندقية؟ وهل يمكن لمرتبة سيئة أن تهدم سنوات من السمعة والولاء؟
المرتبة.. نقطة الانطلاق لكل تجربة ناجحة
النزيل لا يقيس الفخامة بالمتر، بل بالراحة. قد يغفر تأخر الخدمة أو ضيق المساحة، لكنه نادرًا ما ينسى نومًا مزعجًا. المرتبة ليست قطعة أثاث فقط، بل عنصر نفسي وفسيولوجي يمس جودة الإقامة كلها. وعليه، أصبحت شركات الفنادق الكبرى تتعامل مع اختيار المراتب كقرار استراتيجي لا يقل أهمية عن الهوية البصرية.
توقيع العلامة التجارية على المرتبة نفسها
بعض سلاسل الفنادق ذهبت أبعد من مجرد الشراء من الموردين، فصمّمت مراتبها الخاصة، تحمل اسمها وتخضع لاختبارات دقيقة تتعلق بدرجة القساوة، امتصاص الحركة، توزيع الوزن، والتهوية. هذه المراتب تُعدّ اليوم جزءًا من علامة الفندق، حتى إن بعض الفنادق تتيح للنزلاء شراء نفس المرتبة لمنزلهم، كتجربة قابلة للتمديد خارج أسوار الغرفة.
المراتب وقرارات الحجز.. علاقة غير مرئية لكنها حاسمة
في استطلاعات الرأي الحديثة، ظهر أن أكثر من 70% من النزلاء يعتبرون “جودة السرير” أحد أهم أسباب العودة لنفس الفندق. وفي تقييمات Trivago وغيرها، تتكرر كلمات مثل “مريحة”، “استيقظت نشيطًا”، أو على النقيض “المرتبة كانت قاسية جدًا” أو “نمت بشكل سيئ”، ما ينعكس مباشرة على تصنيف الفندق.
أثر المرتبة على تصنيف الفندق الصحي والفاخر
في الفنادق التي تستهدف جمهورًا راقيًا أو عملاء يعانون من مشاكل الظهر أو اضطرابات النوم، تصبح المرتبة عنصرًا علاجيًا غير مُعلن. هناك علامات تستثمر في مراتب طبية مزودة بطبقات ذاكرة أو خاصية التبريد، ما يضيف بعدًا صحيًا إلى التجربة. وقد بدأت بعض الفنادق بإدراج تفاصيل المرتبة ضمن وصف الغرفة على مواقع الحجز، تمامًا كما تُذكر مساحة الغرفة أو إطلالتها.
العائد على الاستثمار في المرتبة الفاخرة
رغم أن تكلفة المرتبة عالية الجودة قد تصل إلى آلاف الدولارات، إلا أن العائد طويل الأمد واضح. تقليل الشكاوى، رفع معدلات التكرار، وزيادة التقييمات الإيجابية، كلها تصبّ في تعزيز العلامة التجارية وزيادة القدرة على فرض سعر أعلى لليلة الواحدة.
اقرأ أيضًا: الفنادق كمواقع تصوير.. كيف تغيّر السينما وجه الضيافة؟
