درجة لمعان أرضية اللوبي.. معيار غير معلن لفخامة الفندق؟

إم إيه هوتيلز – خاص

قبل أن يتحدث موظف الاستقبال، وقبل أن يتفاعل النزيل مع أي خدمة، هناك عنصر بصري واحد يسبق كل شيء: الأرضية. وتحديدًا، درجة لمعانها في لحظة الدخول. تلك البقعة التي يلتقي فيها الحذاء بالرخام أو السيراميك لا تحمل فقط طابعًا عمليًا، بل ترسل رسالة ضمنية عن فخامة الفندق، نظافته، واهتمامه بالتفاصيل. فهل حقًا يُمكن أن تتحول الأرضية إلى معيار غير معلن لقياس مستوى الخدمة؟

البريق الأول.. لحظة انطباع بصري لا تُنسى
تنعكس الإضاءة على الأرضية اللامعة بطريقة لا تترك مجالًا للصدفة. يشعر الضيف بأنه دخل بيئة مصقولة، منسقة، ومستعدة لاستقباله. في بعض الحالات، يكون اللمعان واضحًا لدرجة أن الأرضية تُشبه المرآة — وهو ما يعطي انطباعًا بالفخامة المطلقة، حتى لو لم يتلفّظ به الضيف صراحة.

تلك اللمعة ليست مجرد “نظافة”، بل وعي بتقديم صورة مشبعة بالجودة، تبدأ من الأرض صعودًا إلى باقي التفاصيل.

عندما يتجاوز اللمعان الحد المريح
لكن، كما أن اللمعان الزائد يُبهج العين، فقد يخلق لدى بعض الضيوف شعورًا بالتوتر الحركي. الأرضية المفرطة في الانعكاس قد تبدو زلقة، أو توحي بالخطر، خاصة لكبار السن أو النزلاء الذين يرتدون أحذية ناعمة. هذا النوع من القلق النفسي لا يُصرّح به غالبًا، لكنه يُسجل ضمن “الشعور العام بعدم الراحة”.

التصميم الذكي يعرف كيف يُوازِن بين البريق والأمان، ويختار اللمعة المناسبة للمادة والسياق.

الخامة واللمعان.. علاقة تحدد الطبقة البصرية
الرخام اللامع ليس مثل البورسلين المصقول، والخشب الطبيعي يختلف عن الفينيل المعالج. كل خامة تحتفظ بدرجة لمعان تليق بها، وتُضفي على المكان شخصية معينة. فالفندق العصري قد يختار لمعانًا ناعمًا ينسجم مع البساطة، بينما تميل الفنادق الفاخرة إلى تلميع مفرط يُعزّز إحساس الثراء.

هنا لا يتعلق الأمر بمواد البناء فقط، بل بالهوية التي يرغب الفندق في التعبير عنها عند أول خطوة للضيف.

اللمعان كأداة توازن بين البساطة والرقي
المثير في الموضوع أن الأرضية لا تُقيّم بصراحة، لكن تُحسّ فورًا. إن بدت باهتة أو متّسخة أو مليئة بالبقع، تتشكل نظرة سلبية حتى قبل وصول النزيل إلى الغرفة. وإن كانت لامعة باعتدال، تخلق جوًا من الثقة في الخدمة والجودة.

الضيف قد لا يمدح الأرضية، لكنه يشعر بها تمامًا — وهذا يكفي لتحديد مزاجه طوال الإقامة.

اللوبي.. مساحة عرض لمستوى الاهتمام بالتفاصيل
الفندق الذي يهتم بلمعان الأرضية، يهتم غالبًا بكل شيء آخر. هذه قاعدة نفسية غير معلنة لكنها فعالة. لأن تنظيف الأرضية وتلميعها يتطلب جهدًا متكررًا، ومراقبة دائمة، ما يعني أن الإدارة تُعطي الأولوية للانطباع اليومي المتجدد.

وعليه، تتحول الأرضية من مجرد سطح إلى لافتة غير مكتوبة تُخبر النزيل بأن كل شيء تحت السيطرة.

اقرأ أيضًا: عدد الأزرار في المصعد.. متى يصبح مربكًا للنزلاء؟