كيف يؤثر تصميم بهو الفندق على سلوك النزيل التجاري؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا يُعد بهو الفندق مجرد مساحة استقبال، بل يُشكّل أول نقطة تفاعل بين النزيل والهوية البصرية للمكان. لكن خلف الجماليات والألوان، تكمن وظيفة خفية أكثر عمقًا: التأثير على سلوك النزيل، خاصة من الناحية التجارية، سواء عبر تحفيزه على طلب خدمات إضافية، أو استدراجه للبقاء فترة أطول في المرافق المحيطة.
بهو الفندق.. منصة تسويقية غير مباشرة
حين يدخل النزيل إلى بهو الفندق، لا يواجه فقط كاونتر الاستقبال، بل يمرّ غالبًا بمقهى، متجر هدايا، أو حتى ركن للعرض. تشير دراسات التسويق الفندقي إلى أن المواقع التي يتم فيها الدمج بين الراحة والتجربة الحسية (كالموسيقى، الروائح، الإضاءة) تزيد من احتمالات اتخاذ قرار الشراء أو التفاعل مع عروض الفندق دون تخطيط مسبق.
الجلوس المريح يزيد من التفاعل
تصميم الكراسي، توزيع الإضاءة، ووجود محطات شحن أو طاولات عمل صغيرة، تُشجع النزيل على الجلوس لفترة أطول. كل دقيقة إضافية يقضيها النزيل في البهو تعني فرصة جديدة للفندق لعرض منتجات، اقتراح خدمات، أو حتى تقديم عروض ترقية الغرف أو العشاء.
المسارات البصرية تحدد السلوك
الفنادق الذكية تعتمد على تصميم المسارات الداخلية في البهو بطريقة تُوجّه حركة النزلاء بشكل غير مباشر نحو ما ترغب الإدارة في الترويج له. على سبيل المثال، قد يُجبر الضيف على المرور بجانب ركن القهوة أو العرض الترويجي قبل الوصول للمصعد.
الفضاء المفتوح أم الزوايا الخاصة؟
اختيار الفندق بين تصميم بهو مفتوح بصريًا أو يضم مناطق جلوس منعزلة يؤثر على نوعية التفاعل. البهو المفتوح يشجع النزيل على التجوّل والملاحظة، بينما الزوايا الخاصة تُشجعه على البقاء، وبالتالي رفع احتمالية الطلب عبر المقهى أو خدمة الغرف.
النزيل العربي والتفاعل مع البهو
في السياقات العربية، يُظهر النزلاء ميولًا أكبر للبقاء في البهو إذا توفرت الخصوصية، الراحة البصرية، ومرافق مثل القهوة، الإنترنت، والمجلات. بعض الفنادق الكبرى بدأت بالفعل بإعادة تصميم بهوها ليتحوّل إلى “صالون اجتماعي” أكثر من مجرد نقطة عبور.
التأثير غير المباشر على الولاء
قد لا يذكر النزيل في تقييمه البهو صراحة، لكن الإحساس العام الذي يتركه التصميم يؤثر في قراره بالعودة أو التوصية بالمكان. فالتجربة تبدأ من لحظة الدخول، وكل تفصيلة في البهو إما تدفع نحو الانخراط التجاري أو النفور الصامت.
اقرأ أيضًا: فنادق بدون ورق.. هل يثق النزلاء بالتجربة الرقمية الكاملة؟
