عدد الأزرار في المصعد.. متى يصبح مربكًا للنزلاء؟


عدد الأزرار في المصعد.. متى يصبح مربكًا للنزلاء؟
إم إيه هوتيلز – خاص
يبدأ كثير من الضيوف تجربتهم الفندقية بفتح باب الغرفة، لكن ما يسبق تلك اللحظة – وقلّ من يتأمله – هو الضغط على زر المصعد. ومع كل طابق، يزداد عدد الأزرار، وتبدأ لحظة اتخاذ القرار: أي طابق؟ أي زر؟ وفي أي اتجاه؟ وفي بعض الفنادق، يتحول المصعد من وسيلة انتقال بسيطة إلى نقطة ارتباك، خاصة عندما يكون مملوءًا بأزرار متعددة، مربكة، وغير مصنفة بوضوح.
كثافة الأزرار.. بين التعدد والضياع
المصعد الذي يحتوي على 20 أو 30 زرًا يبدو وكأنه جهاز تحكم معقد أكثر من كونه وسيلة انتقال. تزداد الحيرة إذا لم تُوضّح الطوابق بوظائفها (مطاعم، صالات، مكاتب)، أو إذا كانت هناك رموز مختصرة يصعب على النزيل فهمها. الضيف هنا لا يُريد التفكير كثيرًا، بل يتوقع بديهية في التنقّل، وانسيابية في الوصول.
كل لحظة ضياع أمام لوحة الأزرار تؤثر على تصوّر الضيف للتنظيم العام داخل الفندق.
الرموز الغامضة.. مصدر إرباك مستتر
بعض المصاعد تحتوي على رموز مثل “M”، “L”، “PH”، “B2”، وغيرها من الأحرف التي قد لا تكون مفهومة عالميًا. ما يُربك النزلاء الأجانب أو من لا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة. وقد يجد الضيف نفسه في طابق المؤتمرات بدلًا من صالة الإفطار لمجرد ضغطه على رمز غامض.
التجربة المصعدية هنا تصبح اختبارًا غير ضروري للفهم، في وقت يتوقع فيه النزيل وضوحًا لا يحتاج إلى شرح.
تصميم اللوحة.. واجهة عقلية قبل أن تكون فيزيائية
لوحة الأزرار ليست مجرّد معدن وزجاج، بل تُشبه واجهة تطبيق رقمي. يجب أن تكون منظمة، مفهومة، وبأولوية بصرية واضحة. الطوابق المستخدمة يوميًا، كالمطعم أو اللوبي أو صالة الرياضة، يجب أن تكون بارزة، وربما مُميزة بلون مختلف. أما أن تُوضع كلها في صفوف متشابهة دون تصنيف، فهذا يفرض على النزيل وقتًا ذهنيًا أطول مما يجب.
الفندق العصري يُدرك أن المصعد جزء من “رحلة النزيل”، لا مجرد وسيلة.
المصعد المشترك.. متى يزيد الزر من التوتر؟
في المصاعد التي يستخدمها عدد كبير من الضيوف في وقت واحد، يصبح اختيار الزر فعلًا عامًا. وعندما لا يعرف الضيف أي زر يضغط، أو يتردد، يشعر بنوع من الحرج الاجتماعي، خصوصًا إن كان المصعد مزدحمًا. الزر هنا ليس فقط اختيارًا، بل جزءًا من الانطباع الاجتماعي في لحظة سريعة.
أي لحظة ارتباك مصعدية، حتى وإن بدت بسيطة، تُترجم في عقل الضيف إلى سوء تنظيم أو تصميم غير مدروس.
الأناقة في البساطة.. حين يصبح الزر وسيلة ذكاء لا تكدير
أفضل المصاعد ليست تلك التي تحتوي على أكثر الأزرار، بل تلك التي تشرح نفسها بنفسها. الزر يجب أن يكون واضح الوظيفة، مضاء عند الضغط، ولا يترك النزيل يتساءل: “هل فعّلت الطابق الصحيح؟”. وحتى اختيار شكل الأزرار، استجابتها اللمسية، وموقعها على اللوحة، كلها تفاصيل تُحدد ما إذا كانت رحلة المصعد بداية مريحة أم لحظة إرباك لا داعي لها.
اقرأ أيضًا: المجلات الموضوعة في الغرفة.. هل يقرأها أحد فعليًا؟