المجلات الموضوعة في الغرفة.. هل يقرأها أحد فعليًا؟


المجلات الموضوعة في الغرفة.. هل يقرأها أحد فعليًا؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا تزال بعض الفنادق تضع مجلات مطبوعة بعناية على الطاولة الجانبية، أو فوق المكتب، ضمن ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه لمسة راقية واهتمام بالتفاصيل الثقافية. لكن السؤال البسيط الذي يتردد في ذهن كثير من النزلاء: هل يقرأ أحد هذه المجلات فعليًا؟ وهل ما زال هذا التقليد مناسبًا في زمن الهواتف الذكية والمحتوى الفوري؟
عنصر ديكور أم محتوى يُقصد استخدامه؟
في كثير من الأحيان، توضع المجلات لتكون جزءًا من المشهد العام. تغطية لونية، غلاف لامع، عناوين جذابة — لكنها قد لا تُقرأ إطلاقًا. إذ يراها الضيف قطعة تزيينية أكثر من كونها مادة تُدعو للتفاعل. هي أشبه بلوحة موضوعة بعناية، تتكامل مع بقية عناصر الغرفة.
الفارق يكمن في النية: هل وُضعت لتُقرأ فعلًا؟ أم فقط لتُظهر أن الفندق “مثقف” أو “راقي” بصريًا؟
أنواع المحتوى.. هل تلامس اهتمامات النزيل؟
جزء كبير من المشكلة أن المحتوى الموضوع لا يتماشى مع طبيعة النزيل اليوم. مجلات عن السفر التقليدي، أو الموضة الموسمية، لا تجذب المسافر العملي أو السائح المتصل دائمًا. بل يراها قديمة، أو غير مرتبطة بسياق رحلته. نادرًا ما تكون المجلة محدثة، أو تحتوي على معلومات حيوية للنزيل، مثل فعاليات المدينة أو توصيات حية.
وعندما يشعر النزيل بأن المحتوى لا يخاطبه، يتحوّل من ضيف مُستهدف إلى متفرج لا مبالٍ.
المجلة الورقية في زمن الهاتف الذكي
مع وجود هاتف في يد كل نزيل، مزوّد بإنترنت وتطبيقات مخصصة للسفر والترفيه، تصبح المجلة الورقية خيارًا ضعيفًا. النزيل الذي اعتاد على القراءة المخصصة حسب اهتماماته لن يتوقف فجأة لقراءة مجلة لا يعرف متى نُشرت، أو إن كانت معلوماتها ما زالت صالحة.
حتى تجربة التقليب في الصفحات لم تعد تملك جاذبيتها القديمة — إلا إذا كانت المجلة استثنائية فعلًا.
البديل الذكي.. محتوى تفاعلي أقرب للنزيل
الفنادق التي أدركت هذا التغيّر، بدأت تستبدل المجلات الورقية بأجهزة لوحية تتضمن محتوى محدثًا: توصيات مطاعم، خرائط، مقالات محلية حية. أو على الأقل توفر QR Code يربط الضيف بتجربة رقمية مخصصة. بذلك، تُحافظ على الفكرة — مشاركة محتوى غني — لكن بأداة تتماشى مع عادات القراءة الحالية.
هنا يتحوّل النزيل من متفرج إلى متفاعل.
متى تنجح المجلة الورقية رغم كل ذلك؟
في حالات نادرة، ينجح فندق ما في تقديم مجلة تُقرأ فعلًا — حين تكون محلية، مصممة بعناية، وتحتوي على محتوى حصري من الفندق نفسه أو بيئته المباشرة. مثل مقابلات مع الطهاة، خلف الكواليس، أو حكايات من المدينة. هنا، تتحوّل المجلة إلى جزء من “الانغماس في التجربة” لا مجرد شيء يُترك فوق الطاولة.
اقرأ أيضًا: مقابض الأبواب المعدنية.. هل تؤثر على شعور الدفء في التصميم؟