المدونة

مقابض الأبواب المعدنية.. هل تؤثر على شعور الدفء في التصميم؟

37 Views

مقابض الأبواب المعدنية.. هل تؤثر على شعور الدفء في التصميم؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في تصميم الغرف الفندقية، لا يُفترض أن تكون مقابض الأبواب محور تفكير الضيف، لكنها تفعل ذلك دون أن يدري. فالمقبض هو أول نقطة تلامس جسدية بين النزيل والمساحة — وهو انطباع فيزيائي، حسي، وغالبًا لا واعٍ. وهنا تظهر إشكالية المعدن: هل يمنح المقبض المعدني إحساسًا بالرقي؟ أم أنه يُضفي برودة نفسية تُضعف الانسجام مع باقي عناصر التصميم الدافئ؟

البرودة الملمسية.. تواصل بارد عند أول لمس
عند دخول الغرفة أو الحمام، يمدّ الضيف يده للمقبض. فإن كان من المعدن المصقول، فإنه يشعر ببرودة فورية — خاصة في البيئات المكيّفة. هذا التفاعل البسيط يمكن أن يُؤثّر على الانطباع الحسي العام، حيث يُترجم اللاوعي تلك البرودة إلى “رسمية” أو “صرامة”، خصوصًا إن كانت المادة صلبة الملمس وبلا نعومة ظاهرة.

وهنا يفقد التصميم جزءًا من “الألفة”، حتى إن بدت الغرفة دافئة بصريًا.

الخامة كمؤشر على طابع المكان
المعدن غالبًا ما يُستخدم في الفنادق ذات الطابع العصري، الصناعي، أو الرسمي، حيث يُراد للفراغ أن يكون مهيبًا أو احترافيًا. لكن في الفنادق التي تسعى لخلق طابع منزلي أو طبيعي، تكون الخامات الخشبية أو الجلدية في المقابض أكثر ملاءمة، لأنها تُضفي دفئًا حسيًا ينسجم مع النية التصميمية.

المقبض هنا ليس مجرد أداة، بل عنصر من لغة التصميم، يؤكد ما إذا كانت الغرفة “ترحّب” أو “تُنظّم”.

علاقة اللون والملمس بالإدراك النفسي
حتى داخل المعدن نفسه، تختلف الانطباعات. فالمعدن المطفي يعطي إحساسًا أكثر نعومة من المصقول اللامع. والمقابض ذات اللون الذهبي الدافئ تختلف عن تلك الفضية أو الكرومية الباردة. الملمس أيضًا يؤثر: المقابض الناعمة المنحنية تُشعر الضيف براحة أكبر من الحواف الحادة أو الزوايا الهندسية.

وبالتالي، لا يتعلق الأمر بالمعدن فقط، بل بكيفية تشكيله وتقديمه بصريًا ولمسيًا.

هل يلاحظ النزيل؟ ليس دائمًا.. لكنه يشعر
قد لا يعبّر الضيف صراحة عن انزعاجه من نوع مقبض الباب، لكنه “يشعر” بذلك. في لحظة غير واعية، يُقارن بين ملمس الغرفة ولغتها المادية وبين هذا العنصر البارد الذي يستقبله. وإذا تكرر هذا الإحساس في أكثر من نقطة (الباب، الحمام، الخزانة)، فإن ذلك يُراكم انطباعًا بأن الغرفة صُممت لتُبهر أكثر مما صُممت لتُطمئن.

وفي عالم الضيافة، حيث الشعور أهم من المشهد، تفقد الفنادق نقاطًا عندما تُهمل الملمس لصالح المظهر.

الخلاصة.. المقبض الصغير يترك أثرًا كبيرًا
الدفء في التصميم لا يصنعه لون الجدران فقط، بل يمرّ من خلال كل ما يلمسه الضيف — حرفيًا. والمقابض المعدنية، إن لم تُعامل كجزء من التجربة الحسية، تتحوّل إلى عناصر نشاز تعزل الضيف عن شعور الانسجام. وحين تنجح الفنادق في تنعيم هذا التواصل، حتى من خلال مادة باردة، فإنها تُظهر وعيًا بتفاصيل تُحسّ ولا تُقال.

اقرأ أيضًا: مكان التلفاز في الغرفة.. هل يراعي زاوية جلوس النزيل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى