كيف تُبرمج الإضاءة الداخلية لتناسب مزاج كل نزيل؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عصر الضيافة الذكية، لم تعد الإضاءة مجرد عنصر إنشائي يضيء المكان، بل تحوّلت إلى أداة دقيقة لتحسين الراحة النفسية، وتعزيز تجربة الضيف من اللحظة الأولى لدخوله الغرفة. فكيف تُبرمج الإضاءة الداخلية لتتكيف مع مزاج كل نزيل؟ وما هي التقنيات التي تُمكّن الفنادق من قراءة الحالة المزاجية وتقديم “ضوء مُفصّل” على حسب التفضيلات؟
الإضاءة كمؤشر نفسي: من السكون إلى النشاط
الإضاءة تُؤثّر بشكل مباشر على الإيقاع الحيوي للإنسان (Circadian Rhythm)، حيث تُحفّز الإضاءة البيضاء الباردة الانتباه والتركيز، بينما تساهم الإضاءة الدافئة الخافتة في تهدئة الأعصاب وتحفيز الاسترخاء. ولذلك، أصبح من الضروري للغرف الذكية أن تتيح تحكمًا مرنًا في اللون، الشدة، وحتى اتجاه الضوء.
أنظمة الإضاءة التكيفية حسب المستخدم
بعض الفنادق الذكية تطبق أنظمة تُبرمج الإضاءة تلقائيًا اعتمادًا على:
أوقات اليوم، فالإضاءة تختلف بين الفجر، الظهيرة، والمساء
نوع الضيف (عائلة، مسافر عمل، زوجان)، ويتم ذلك من خلال ملف الحجز المسبق
سلوك المستخدم، مثل عدد مرات فتح الستائر، أو استخدام المصباح الجانبي، فتبدأ المنظومة بتعلم النمط وتعديله تلقائيًا
تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار الضوئي
يتم استخدام تقنيات استشعار الحركة والوجود (Presence Sensors) لمعرفة مكان النزيل داخل الغرفة، وتعديل الإضاءة بناءً على اتجاه نظره أو نشاطه (قراءة – مشاهدة – استرخاء). كما تُستخدم الخوارزميات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المستخدمين السابقين وتقديم اقتراحات ضوئية تناسب حالاتهم النفسية الشبيهة.
التكامل مع تطبيق الهاتف المحمول
في فنادق عديدة، يمكن للضيف أن يتحكم بالإضاءة عبر تطبيق الهاتف المحمول أو الأوامر الصوتية، مع إمكانية اختيار وضعيات جاهزة مثل:
“قراءة”، “رومانسية”، “نوم”، “نشاط صباحي”، أو تخصيص إعدادات يدوية تمامًا.
تجربة شخصية داخل الغرفة
المبدأ الذي تتبعه الفنادق الحديثة هو أن الإضاءة يجب أن “تتحدث” مع الضيف بصمت. لذلك، أصبحت الفنادق الكبرى ترى الإضاءة كعنصر من عناصر “التصميم العاطفي” لا التقني فقط، تسعى من خلاله لخلق بيئة تستجيب للحالة النفسية، وليس فقط للإضاءة البصرية.
مستقبل الإضاءة الشخصية في الضيافة
قد نشهد قريبًا غرفًا فندقية تستخدم الكاميرات الحرارية ومستشعرات معدل ضربات القلب لقياس التوتر وتعديل الإضاءة تلقائيًا. بل قد تصل التقنيات إلى استخدام تحليل تعابير الوجه لتحديد المزاج وتقديم “الإضاءة العلاجية” كجزء من خدمة الضيافة الذاتية.
اقرأ أيضًا: هل يستطيع موظف الاستقبال قراءة ملامح الوجه؟