تحليل سلوك المستهلك السياحي في مصر.. توجهات وتفضيلات متغيرة
إم إيه هوتيلز – خاص
في ظل تطور التكنولوجيا وتبدّل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، لم يعُد سلوك المستهلك السياحي في مصر كما كان. فقد تغيرت أولويات الزوّار، وتنوّعت أساليب الحجز، وتبدّلت التفضيلات فيما يتعلق بنوع الإقامة، وطرق الاستمتاع، ومستوى الإنفاق.
هذه الدراسة تسعى إلى قراءة الاتجاهات الحالية في سلوك المستهلك السياحي داخل السوق المصري، سواء من جانب السائح المحلي أو الأجنبي، وتحليل ما الذي يحرّك قراراته، وما الذي يجعل تجربة سياحية ما مرغوبة أو مرفوضة.
من السعر إلى التجربة.. ما الذي يُحرّك قرار الحجز؟
كان السعر هو المحدد الأول في اختيار وجهة أو فندق، لكن السنوات الأخيرة أظهرت تحولًا نحو التجربة كعنصر حاسم في اتخاذ القرار. بات السائح يبحث عن محتوى محلي أصيل، فرصة للتفاعل مع الثقافة، أو أنشطة مخصصة تُمثّل نمط حياته الشخصي.
في مصر، لوحظ تزايد الإقبال على التجارب النيلية، السياحة البيئية في الجنوب، والأنشطة الثقافية الحيّة، خاصة لدى السائح الأوروبي الباحث عن معنى يتجاوز “السياحة الاستهلاكية”.
القنوات الرقمية.. من يوجّه المستهلك؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المصدر الأول للمعلومات، تليها المنصات المتخصصة ومراجعات المستخدمين. فالسائح في مصر اليوم لا يتأثر فقط بإعلانات الفنادق أو وكالات السفر، بل بالمحتوى الذي ينشره نزيل آخر، أو مدوّن سفر، أو صديق خاض التجربة.
وبالتالي، أصبحت الصورة الفعلية للفندق أو الوجهة على الإنترنت أكثر تأثيرًا من صور الكتيبات أو المواقع الرسمية، ما يتطلب من العاملين في القطاع أن يديروا حضورهم الرقمي بوعي واحتراف.
السائح المحلي.. تفضيلات جديدة بعد الجائحة
بعد جائحة كورونا، تغيّرت عادات السائح المصري نفسه. أصبح يُفضّل الإقامات القصيرة، الوجهات القريبة من العاصمة، وتلك التي توفّر خدمات لا تلامسية، وبيئة نظيفة وآمنة.
كما ازداد اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة في الخدمة، والاستجابة السريعة للطلبات، وتنوّع أنماط الإقامة، من الشقق الفندقية إلى الفنادق البوتيكية. وأصبح للعنصر العائلي دور أكبر في القرار، إذ يُخطط الكثيرون لعطلات تتوافق مع اهتمامات الأطفال والوالدين معًا.
التحديات.. فجوة التوقعات وسرعة الاستجابة
تكمن أبرز التحديات في الفجوة بين ما يراه السائح على الإنترنت، وما يلقاه في الواقع، وكذلك في تأخّر بعض المنشآت عن فهم متغيرات السوق، والاعتماد المفرط على أساليب تقليدية في التسويق والتشغيل.
لكي تنجح أي منشأة سياحية أو فندقية في السوق المصري اليوم، يجب أن تُجيد قراءة سلوك المستهلك، لا فقط في لحظة الحجز، بل في لحظة التفاعل، والتقييم، والعودة المحتملة.
اقرأ أيضًا: دور “الذكاء الاصطناعي” في تحسين تجربة الضيوف





