/*AMP*/
المدونة

هل تستحق الفنادق الاستثمار في الطاقة المتجددة؟ الأثر البيئي والمالي

هل تستحق الفنادق الاستثمار في الطاقة المتجددة؟ الأثر البيئي والمالي

69 Views

هل تستحق الفنادق الاستثمار في الطاقة المتجددة؟ الأثر البيئي والمالي

إم إيه هوتيلز – خاص

في ظل الضغوط المتزايدة على القطاع الفندقي لتحقيق معايير الاستدامة وخفض التكاليف التشغيلية، باتت الطاقة المتجددة خيارًا لا يمكن تجاهله. لم تعد الألواح الشمسية والتوربينات الهوائية رموزًا تجميلية أو ترويجية، بل أصبحت عنصرًا فاعلًا في إدارة الطاقة داخل الفنادق.

السؤال لم يعُد: هل هذا خيار مستقبلي؟ بل: هل هو استثمار يستحق الالتزام اليوم؟ وهل العائد البيئي يقابله مردود مالي حقيقي؟

الفنادق، خاصة في منطقة الخليج حيث الشمس ساطعة والمياه شحيحة، تواجه مفترق طرق بين أنظمة تقليدية تُثقل الميزانية وأخرى مستدامة تتطلّب بداية استثمارية أعلى، لكن بوعد طويل الأمد.

الطاقة الشمسية.. البداية الذكية والأكثر شيوعًا

في معظم الفنادق التي بدأت مسار التحوّل إلى الطاقة المتجددة، تُعد الطاقة الشمسية هي الخيار الأول. الأسطح الكبيرة والمكشوفة في الفنادق تُتيح تركيب الألواح الشمسية بسهولة، ما يُساعد على تغطية جزء كبير من استهلاك الكهرباء في الإضاءة، تسخين المياه، أو حتى تشغيل المرافق العامة.

في أحد الفنادق بجنوب السعودية، أدى تركيب نظام شمسي حراري إلى تقليل استهلاك الوقود بنسبة 40٪ في أول عام فقط، مع استرداد تكلفة النظام خلال أقل من ثلاث سنوات.

كفاءة التبريد.. التحدي الحقيقي في بيئات الخليج

التبريد يُشكّل أكبر استهلاك للطاقة في الفنادق الخليجية. الأنظمة التقليدية تُسبب ضغطًا ماليًا مستمرًا، خاصة في أشهر الصيف الطويلة. استخدام تقنيات تبريد متقدمة تعتمد على الطاقة الشمسية أو أنظمة التبريد الليلي (Thermal Storage) يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في استهلاك الطاقة.

بعض الفنادق بدأت بالاعتماد على أنظمة استشعار ذكية لضبط التكييف بناءً على إشغال الغرفة، ما يُقلّل الهدر دون أن يشعر النزيل بأي فرق في الراحة.

المياه والطاقة.. ارتباط لا ينفصل

إنتاج المياه الساخنة وغسيل المفروشات واستخدام المسابح كلها تستهلك طاقة كبيرة. الفنادق التي أدخلت أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية، أو أعادت استخدام المياه الرمادية لري المساحات الخضراء، خفضت بشكل فعّال استهلاك الكهرباء والمياه معًا.

وفي فندق في الإمارات، تم استخدام نظام معالجة مياه يعتمد على الطاقة المتجددة لتشغيل نظام ري بالكامل، ما ساهم في تقليل الاعتماد على الشبكة الرئيسية بنسبة تفوق 50٪.

هل العائد المالي حقيقي؟

أكبر عائق أمام دخول الفنادق إلى عالم الطاقة المتجددة هو الكلفة الأولية. لكن التجارب المتراكمة أثبتت أن استرداد التكلفة يتم غالبًا خلال 3 إلى 6 سنوات، بعدها يُصبح التوفير شهريًا.

كما أن كثيرًا من الحكومات الخليجية بدأت بتقديم حوافز ضريبية أو دعم تمويلي للفنادق التي تعتمد على أنظمة طاقة مستدامة. هذا الدعم يُقلّل العبء ويُحفّز على اتخاذ القرار دون تأجيل.

التأثير على السمعة والضيوف

الجيل الجديد من النزلاء، خاصة من المسافرين الدوليين، أصبح يُولي أهمية كبيرة للممارسات البيئية. الفنادق التي تُبرز استخدام الطاقة المتجددة في موادها الترويجية وتجعل ذلك جزءًا من هويتها، تحصل على تفاعل وتسويق مجاني من الضيوف أنفسهم.

الممارسات المستدامة لم تعد خلف الكواليس، بل أصبحت جزءًا من تجربة النزيل، ما يمنح الفندق نقاطًا إضافية في تقييماته ويُعزز ولاء الضيوف على المدى الطويل.

الفرق بين فندق يرى الطاقة المتجددة كعبء، وآخر كفرصة

الفندق الذي ينتظر انخفاض أسعار الأنظمة ليبدأ، قد يفوّت سنوات من التوفير والبناء التدريجي. أما الفندق الذي يبدأ بخطوات ذكية ومدروسة اليوم، فهو يُعيد هندسة تشغيله ويُقلّل اعتماده على الشبكات التقليدية عامًا بعد عام.

الاستثمار في الطاقة المتجددة لا يُعد رفاهية، بل هو تحول بنيوي يُحرّر الفندق من تقلبات التكاليف، ويمنحه ميزة تنافسية في سوق تتجه بالكامل نحو الاستدامة.

اقرأ أيضًا: أهمية استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل الفنادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى