دور “الذكاء الاصطناعي” في تحسين تجربة الضيوف
إم إيه هوتيلز – خاص
لم يَعُد الذكاء الاصطناعي في الفنادق مجرد أداة خلف الكواليس، بل أصبح شريكًا أساسيًا في صناعة تجربة ضيافة ذكية، شخصية، وسريعة.
من لحظة الحجز وحتى المغادرة، تتدخل الخوارزميات في كل تفصيلة لتقديم خدمة تُشبه العقل البشري في التفاعل، لكنها تتفوق عليه في السرعة، التخصيص، والدقة.
فكيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف العلاقة بين الفندق والضيف؟ وما التطبيقات التي تُحدث اليوم الفارق الحقيقي في رضا النزلاء؟
التخصيص المسبق.. الغرفة تُعد قبل وصول الضيف
قبل أن يصل الضيف، يكون النظام قد قرأ تفضيلاته بناءً على زياراته السابقة، أو استجاباته في نموذج الحجز.
درجة الحرارة، نوع الوسادة، الإضاءة، وحتى قائمة الأفلام على الشاشة تُضبط تلقائيًا. هذا التخصيص لا يترك للضيف إلا مهمة واحدة: الاستمتاع دون طلب.
المساعد الافتراضي.. خدمة فورية بلا انتظار
الرد على استفسارات النزلاء لم يَعُد مرهونًا بموظف مشغول على الخط. فمساعدات الذكاء الاصطناعي – عبر الدردشة أو التطبيقات – باتت توفر إجابات لحظية حول الخدمات، أوقات المطاعم، أو مواقع الجذب القريبة.
وهذه الخدمة لا تتوقف عند منتصف الليل، ولا تُخطئ في التوقيت.
تحليل التقييمات.. الذكاء الذي يتعلّم
بعد المغادرة، يُحلل الذكاء الاصطناعي مراجعات الضيوف، ويتعرّف على الأنماط المتكررة من الثناء أو الشكاوى.
بهذا، يمكن للإدارة أن تتنبّه لمواطن الضعف غير المعلنة، أو تحسين نقاط القوة لتحويلها إلى ميزة تنافسية واضحة.
روبوتات الخدمة.. تجربة غير تقليدية
في بعض الفنادق، أصبح تقديم الطلبات يتم عبر روبوتات ذكية تنقل الطعام أو المستلزمات إلى باب الغرفة، بتفاعل بسيط وآمن.
هذا الشكل من الخدمة لا يُقلل من الرفاهية، بل يُعزّز الشعور بالحداثة والانسيابية، خاصة لدى الجيل الرقمي.
التنبؤ بالاحتياجات.. قبل أن تُطلب
أقوى ما يُقدمه الذكاء الاصطناعي هو الاستباق. النظام يتعرّف على سلوك النزيل، ويقترح عليه أنشطة أو خدمات بناءً على تفاعله مع عناصر الغرفة أو الخدمات الأخرى.
مثلًا، إذا استخدم تطبيق اللياقة داخل الغرفة، يُقترح عليه خصمًا في السبا أو توصية بمسار للجري صباحًا.
الفرق بين خدمة تستجيب، وأخرى تتوقّع
الفندق التقليدي يُجيب عندما يُسأل. أما الفندق الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي، فهو يُفكّر نيابة عن الضيف، ويُقدّم له ما يريده قبل أن يكتشف أنه يريده.
وهنا يُصنع الفرق بين الإقامة العادية، والتجربة الفندقية الفريدة التي تُروى وتُعاد.
قرأ أيضًا: كيف تبني “العلامات الفندقية” ولاء العملاء؟





