M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

تجربة الضيف المثالية في 2025.. ما الذي يريده العملاء حقًا؟
المدونة

تجربة الضيف المثالية في 2025.. ما الذي يريده العملاء حقًا؟

تجربة الضيف المثالية في 2025.. ما الذي يريده العملاء حقًا؟

إم إيه هوتيلز – خاص

لم يعد السؤال في عام 2025 يدور حول نوع السرير أو شكل البهو، بل حول ما الذي يجعل تجربة النزيل لا تُنسى؟ ما الذي يدفع الضيف إلى العودة، التوصية، والكتابة عنها؟

في عصر أصبحت فيه المنافسة حادة بين الفنادق، والمفاضلة قائمة على أدق التفاصيل، تغيّرت توقعات الضيوف جذريًا. النزيل اليوم لا يبحث فقط عن إقامة مريحة، بل عن رحلة مدروسة تبدأ قبل الحجز، وتتجاوز المغادرة، وتتسم بالتخصيص، الذكاء، والاهتمام الحقيقي.

تبدأ التجربة من الشاشة.. وليس من مكتب الاستقبال

الضيف في 2025 يبدأ رحلته من الهاتف. قبل أن يصل الفندق، يكون قد قرأ التقييمات، شاهد الصور، أجرى مقارنة بين الأسعار، وربما تواصل مع الفندق عبر دردشة ذكية. لذا، يُعد الموقع الإلكتروني والتطبيق وواجهة الحجز أول اختبار حقيقي للفندق.

الوضوح، السرعة، ودقة المعلومات أصبحت أساسيات لا يمكن التهاون فيها. النزيل يتوقّع أن يتمكن من الحجز خلال دقائق، أن يحصل على تأكيد فوري، وأن يعرف بالضبط ما سينتظره عند الوصول، دون غموض أو مفاجآت غير سارة.

تسجيل وصول بلا احتكاك.. وسلاسة من أول لحظة

الضيوف اليوم لا يريدون انتظارًا طويلًا، ولا تعاملًا بيروقراطيًا. تسجيل الوصول الذكي بات ضرورة، سواء عبر الهاتف المحمول، أو باستخدام رموز رقمية، أو التعرف التلقائي في الفندق.

وفي الوقت نفسه، لم يعد الترحيب مجرد مجاملة لفظية، بل لحظة انطباع أساسي. بعض الفنادق تُجهّز مشروب الضيف المفضل في غرفته مسبقًا، أو تُعد له رسالة شخصية بناءً على تاريخه السابق. كل هذا يخلق شعورًا بأن الفندق يعرفه، ويهتم به كضيف متكرر لا مجرد رقم حجز.

الغرفة.. مساحة مخصصة بكل معنى الكلمة

الضيف في 2025 يتوقع أن تكون الغرفة امتدادًا لذوقه، عاداته، واحتياجاته. من الإضاءة التي تُضبط تلقائيًا، إلى المحتوى الترفيهي المفضل، إلى درجة الحرارة التي يحبها، وصولًا إلى أدوات الراحة التي يفضّلها، مثل نوع الوسادة أو طقوس الاستحمام.

تخصيص الغرفة لم يعد ترفًا، بل معيارًا للجودة. والفنادق التي تفشل في جمع البيانات، أو لا تستخدمها بشكل ذكي، تفوّت فرصة حقيقية لخلق تجربة تُلامس الضيف شخصيًا.

الخدمة التي تأتي قبل أن تُطلب

النزيل اليوم لا يريد أن يشرح احتياجه مرتين. الفنادق التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تتبع سلوك النزلاء، استطاعت التنبؤ بالطلبات، وضبط الخدمة لتكون استباقية لا تفاعلية فقط.

مثلًا، إذا اعتاد الضيف على طلب وجبة معينة كل صباح، فإن ظهور هذه الوجبة في قائمة التوصيات يوم إقامته التالي يُشعره بأنه ليس مجرد زائر جديد، بل نزيل تُبنى له التجربة بالتراكم، والدقة، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.

الخصوصية.. ومفهوم المساحة الشخصية

رغم أن النزيل يرغب في الخدمة، إلا أنه يُقدّر خصوصيته بدرجة أعلى من أي وقت مضى. لم يعد يرغب في زيارات غير مبررة من موظفي الخدمة، ولا في مكالمات هاتفية تقاطعه. يُفضّل التواصل عبر التطبيق، جدولة مواعيد التنظيف بنفسه، وعدم التعرّض لأي تدخل في أوقاته الشخصية.

الفنادق التي تفهم هذا التوازن، وتُتيح للضيف التحكم في كل شيء من خلال هاتفه أو تطبيق الفندق، تبني تجربة قائمة على الاحترام، وهو ما يُعتبر عنصرًا أساسيًا في تقييمات النزلاء الحديثة.

المغادرة.. آخر لحظة هي أول ما يُتذكر

عند لحظة الخروج، لا يريد الضيف الوقوف في طابور، ولا مناقشة فاتورة، ولا مفاجآت مالية. يُفضّل عملية دفع شفافة، رقمية، واختياره لكيفية استلام الفاتورة والتقييم.

لكن الأذكى من ذلك، أن تُغلق التجربة برسالة شكر شخصية، أو عرض خاص للزيارة التالية، أو حتى استبيان بسيط يُظهر أن رأيه مسموع. فهذه اللمسة الأخيرة كثيرًا ما تكون هي ما يتذكره الضيف، ويشاركها لاحقًا.

الفرق بين منشأة تُدير نزلاء، وأخرى تُدير تجارب

الفندق الذي يرى ضيوفه مجرد حجوزات، يُقدّم تجربة تقليدية، مكررة، غير ملهمة. أما الفندق الذي يرى كل ضيف كرحلة فريدة، ويُصمم له تجربة من اللحظة الأولى إلى ما بعد المغادرة، فهو من ينجح في بناء قاعدة ضيوف وفية، وتقييمات مرتفعة، وسمعة تُسوّق له ذاتيًا.

تساؤلات الإدارة.. هل نحن مجهزون لتجربة حقيقية أم مجرّد إقامة؟

الضيافة في 2025 لا تُقاس بعدد الغرف أو نجوم التقييم، بل بمدى قدرة الفندق على التخصيص، والسرعة، والاهتمام، والاستباق. والفنادق التي تُدير تجارب، وليست فقط عمليات، هي من سيقود قطاع الضيافة في السنوات القادمة.

اقرأ أيضًا: مقارنة بين تجربة الضيف في الفنادق المستقلة وسلاسل الفنادق العالمية

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *