M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

الفنادق المستدامة.. كيف توفر الطاقة وتربح أكثر؟
المدونة

الفنادق المستدامة.. كيف توفر الطاقة وتربح أكثر؟

الفنادق المستدامة.. كيف توفر الطاقة وتربح أكثر؟

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم يتجه بسرعة نحو الحلول الخضراء، لم يعد الحديث عن الاستدامة في الفنادق مجرد استجابة لضغط بيئي أو رغبة في تحسين الصورة العامة، بل تحوّل إلى عنصر جوهري في كفاءة التشغيل وربحية المؤسسة. الفنادق التي تستثمر في تقنيات التوفير والطاقة المتجددة لم تعد فقط تُساهم في حماية البيئة، بل تُحقق عوائد تشغيلية ملموسة، وتجذب جيلًا جديدًا من الضيوف الذين يربطون بين الرفاهية والوعي البيئي.

في عام 2025، باتت المعادلة واضحة: الفندق الذي يُقلّل من استهلاكه للطاقة، يُقلّل من تكاليفه التشغيلية، ويُضيف قيمة لعلامته التجارية.

التحول نحو الكفاءة يبدأ من التصميم لا من الشعارات

العديد من الفنادق رفعت شعارات الاستدامة، لكنها لم تُغيّر شيئًا في البنية الفعلية لتشغيلها. أما الفنادق المستدامة فعليًا، فاختارت أن تبدأ من الأساس، سواء في التصميم العمراني، أو في المواد المستخدمة، أو في أنظمة العزل والتكييف والإضاءة.

فنادق حديثة في السعودية ودول الخليج بدأت بتطبيق أنظمة عزل حراري تقلل الحاجة للتبريد، مع استخدام الزجاج الذكي، والألوان العاكسة، وتصميم يضمن دوران الهواء الطبيعي، مما يخفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30٪ مقارنة بالفنادق التقليدية.

أنظمة الإضاءة الذكية.. توفير بلا تأثير على الراحة

أحد أسهل وأسرع الطرق لخفض استهلاك الطاقة هي أنظمة الإضاءة الذكية. الفنادق المستدامة تعتمد اليوم على مصابيح LED ذات الكفاءة العالية، مع أنظمة استشعار للحركة تُشغّل وتُطفئ الإضاءة تلقائيًا في الغرف، الممرات، والمناطق العامة بحسب الاستخدام الفعلي.

هذا النوع من الإدارة التلقائية لا يُقلّل الراحة، بل يُعززها، ويمنح الضيف تجربة أكثر ذكاءً واستجابة. في الوقت ذاته، تنخفض فاتورة الكهرباء بشكل ملحوظ، مما ينعكس مباشرة على صافي الربح.

التبريد والتدفئة.. حيث تكمن أعلى الفواتير وأكبر الفرص

في البيئات الحارة، تمثل أنظمة التكييف الجزء الأكبر من استهلاك الطاقة. الفنادق المستدامة لم تعد تعتمد على أنظمة تبريد تقليدية، بل بدأت باستخدام تقنيات تبريد متقدمة تشمل أنظمة تبريد المناطق، الطاقة الشمسية، والمضخات الحرارية.

كما أن استخدام حساسات النوافذ، وضبط التكييف تلقائيًا عند مغادرة الضيف للغرفة، أصبح معيارًا في الفنادق التي تُدير الطاقة بذكاء. هذا الانضباط لا يُؤثر على راحة النزيل، بل يجعله يشعر بأن الفندق يشاركه الاهتمام بكوكب أكثر اتزانًا.

الماء والكهرباء.. الاستدامة ليست في الطاقة فقط

إلى جانب الكهرباء، تلعب إدارة المياه دورًا مهمًا في بناء فندق مستدام. تقنيات إعادة تدوير المياه الرمادية، استخدام رؤوس الدش ذات التدفق المنخفض، أنظمة الري بالتنقيط الذكي، كلها أصبحت أدوات رئيسية في تقليل الهدر دون المساس بجودة الخدمة.

الفنادق التي اعتمدت هذه التقنيات سجلت انخفاضًا يتراوح بين 20 إلى 40٪ في استهلاك المياه خلال السنوات الأخيرة، مع الحفاظ على مستويات راحة النزلاء في الحمامات والمسابح والحدائق.

الضيف الواعي.. شريك في المعادلة

التحول إلى فندق مستدام لا يقتصر على البنية، بل يشمل إشراك النزلاء. النزيل في 2025 أصبح أكثر وعيًا، ويرحب بالممارسات الصديقة للبيئة، بل ويعتبرها ميزة تنافسية.

فنادق ذكية باتت توفّر للنزيل خيارات بيئية مثل عدم تغيير المناشف يوميًا، طلب تنظيف الغرفة عند الحاجة فقط، أو إشعارات على الهاتف تشرح كمية الطاقة التي تم توفيرها خلال إقامته. هذه المبادرات تُعزز العلاقة مع الضيف، وتمنحه شعورًا بالمشاركة الفعلية في الحفاظ على البيئة.

الفرق بين فندق مستدام وفندق تقليدي في الربحية والتسويق

الفندق التقليدي يدفع فواتير طاقة ضخمة، ويتعامل مع استهلاك الموارد كتكلفة حتمية. أما الفندق المستدام، فيُحوّل التشغيل إلى استثمار طويل الأمد، ويُعيد توجيه ما تم توفيره من كهرباء وماء إلى تطوير الخدمات أو تحسين تجربة الضيف.

من ناحية التسويق، فإن الفندق الذي يحمل شهادات خضراء مثل LEED أو Green Key يُصبح أكثر جاذبية على منصات الحجز، ويحظى بتفضيل واضح لدى الشركات الكبرى، المجموعات السياحية الواعية، والمنظمات التي تضع الاستدامة ضمن معايير اختيار أماكن الإقامة.

تساؤلات الإدارة.. هل الاستدامة مكلفة فعلًا؟

الاستدامة لا تعني الإنفاق الكبير، بل تعني اتخاذ قرارات تشغيلية ذكية. نعم، بعض التقنيات قد تتطلب استثمارًا أوليًا، لكن العائد التشغيلي طويل المدى، والربح الصافي المحقق من تقليل الاستهلاك، يجعلها من أكثر الاستثمارات جدوى.

والأهم أن الاستدامة لم تعد خيارًا ترفيهيًا، بل باتت جزءًا من تقييم النزيل، وشروط الجهات التنظيمية، ومتطلبات السوق الجديدة.

اقرأ أيضًا: الفنادق المستدامة.. إعادة تدوير النفايات كخطوة نحو بيئة أفضل

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *