كيف تؤثر حدة الزوايا في الغرفة على الاسترخاء اللاواعي للنزيل؟


كيف تؤثر حدة الزوايا في الغرفة على الاسترخاء اللاواعي للنزيل؟
إم إيه هوتيلز – خاص
قد تبدو الزوايا في الغرفة مجرد تفاصيل هندسية عابرة، لكنها في الواقع تلعب دورًا نفسيًا دقيقًا في تشكيل تجربة الضيف، خاصة عندما يتعلق الأمر بمستوى الاسترخاء اللاواعي الذي يشعر به أثناء إقامته. فكيف تؤثر حدة الزوايا أو نعومتها على الجهاز العصبي للنزيل، وهل يمكن للفراغات أن تثير القلق أو تهدئه دون أن ينتبه؟
الزوايا الحادة.. إشارات عصبية بالخطر
تشير دراسات في علم النفس البيئي إلى أن الزوايا الحادة قد تُحفّز لدى الإنسان مشاعر الحذر واليقظة دون وعي مباشر، لأن الدماغ يربط الأشكال المدببة والحدودية بالتهديد أو بالخطر الغريزي. في الغرف الفندقية، قد تجعل الزوايا الحادة النزيل أكثر تيقظًا، وهو ما يتعارض مع حالة الراحة والاسترخاء المطلوبة.
الزوايا الناعمة والمقوسة.. عامل مهدئ بصريًا
في المقابل، فإن التصميمات التي تستخدم زوايا دائرية أو تقاطعات ناعمة في الأثاث والحوائط تُرسِل إشارات تهدئة للدماغ. هذا النوع من الخطوط يُشبه الطبيعة العضوية في البيئة، ما يُقلل التوتر ويُحفّز الراحة البصرية، وهو ما تركز عليه فنادق الرفاهية والعافية بشكل متزايد.
توزيع الزوايا داخل الفراغ
ليس فقط شكل الزاوية بحد ذاته، بل أيضًا موقعها في الغرفة يُحدث فارقًا. فزاوية حادة مقابل السرير مثلًا قد تخلق توترًا بصريًا أو شعورًا بالانكشاف. بعض الفنادق تعتمد على تقنيات الإخفاء البصري لهذه الزوايا عبر استخدام نباتات، أو إضاءة موزعة، أو حتى ستائر تغطي الحواف.
التفاعل اللاواعي مع الزوايا
العقل البشري يتفاعل مع الزوايا حتى دون أن يُدرك وجودها، فقد يشعر النزيل بالراحة في غرفة تحتوي على زوايا ناعمة حتى لو لم يُلاحظ السبب. ولهذا تلجأ الفنادق الذكية إلى تحليل ردود فعل الضيوف وسلوكهم داخل الغرف لمعرفة أثر توزيع الزوايا على مدة البقاء ورضا النزيل.
منطق التصميم العصبي في الضيافة
مع ازدياد الاهتمام بما يُعرف بـ “التصميم العصبي” (Neurodesign)، باتت الزوايا عاملًا يُؤخذ بجدية في المعمار الداخلي للفنادق. تصميم يراعي الإدراك الحسي والبصري يساهم في خفض مستويات التوتر حتى في البيئات المكتظة أو الغرف الصغيرة، مما ينعكس على التقييمات وتكرار الزيارة.
اقرأ أيضًا: مدى انفتاح باب الحمام داخل الغرفة.. عنصر بسيط يغيّر تصور الخصوصية؟