تحليل المدة التي يقضيها النزيل أمام النافذة.. مؤشر غير منظور لرضا الضيف؟

إم إيه هوتيلز – خاص

لا يتوقف تقييم تجربة النزيل على ما يقوله أو يكتبه في استبيانات المغادرة، بل يمتد إلى سلوكياته الصامتة داخل الغرفة. من بين هذه السلوكيات، تبرز المدة التي يقضيها الضيف واقفًا أمام النافذة كمؤشر غير مباشر لكنه عميق على مستوى رضاه، أو حتى حالته النفسية أثناء الإقامة.

النافذة كمسرح داخلي

من منظور التصميم، تعتبر النافذة امتدادًا بصريًا للغرفة، وربما تكون العنصر الوحيد الذي يربط النزيل بالعالم الخارجي. لذا، فإن التوقف المتكرر أمامها لا يرتبط فقط بالإطلالة، بل بما تعكسه من حالة تأمل أو شعور بالاتساع أو العزلة. كلما طالت لحظة الوقوف أمامها، زاد احتمال ارتباط الضيف بالمساحة من حيث الراحة أو البحث عن الهروب النفسي.

تحليل البيانات السلوكية.. منظور جديد

بعض الفنادق الذكية بدأت تعتمد على تحليلات المراقبة الحرارية أو مستشعرات الحركة لتحديد “نقاط التفاعل المكثف” في الغرفة، ومنها الوقت الذي يقضيه النزيل أمام النافذة. وعند الربط بين هذا السلوك وتقييمات الإقامة، تبيّن أن الضيوف الذين يقضون وقتًا متكررًا أمام النافذة يميلون إما للرضا العالي نتيجة الإطلالة الجذابة، أو للتأمل السلبي في حال الشعور بالملل أو الوحدة.

علاقة الإطلالة بمؤشرات الرضا

الإطلالة، سواء كانت على البحر أو المدينة أو حديقة داخلية، لا تُمثّل فقط “ميزة بصرية” بل تصبح نقطة تمركز نفسي للنزيل. وقد أظهرت دراسات فندقية حديثة أن الغرف ذات الإطلالات الجذابة تسجّل مدة تفاعل أمام النافذة أكبر بنسبة 42% من الغرف التي تطل على جدار أو ساحة خدمات. هذا الفارق يرتبط مباشرة بتقييم الضيف للإقامة ككل.

تصميم ذكي يحفّز المشهد

من خلال تغيير زاوية السرير أو تخصيص كرسي مقابل النافذة، يمكن للفندق أن يعزز هذا “اللحظات المعلقة” أمام الخارج، وبالتالي يدفع النزيل إلى مزيد من الارتباط العاطفي بالمكان. وهنا، لا يعود الأمر إلى الإطلالة فقط، بل إلى كيفيّة تنظيم الفراغ لدعم هذه اللحظة الصامتة التي تتجاوز الزخرفة إلى الشعور العميق بالسكينة.

اقرأ أيضًا: كيف تغير نسبة الخشب في الغرفة إحساس النزيل بالدفء النفسي؟