كيف تغير نسبة الخشب في الغرفة إحساس النزيل بالدفء النفسي؟

إم إيه هوتيلز – خاص

قد يبدو الخشب مجرد عنصر من عناصر الديكور، لكن نسبته داخل الغرفة تُترجم حسيًا لدى الضيف إلى مشاعر دفء واحتواء أو برود وتجريد. في عالم الضيافة الحديثة، لم يعد اختيار المواد مجرد ذوق تصميمي، بل أداة فعالة للتأثير العاطفي العميق على النزيل.

الخشب كرمز للدفء والحنين

ارتبط الخشب، منذ القدم، بفكرة السكن الطبيعي والسكينة المنزلية. وعند استخدامه بنسب متوازنة داخل غرف الفنادق، يتحول إلى وسيلة لاستحضار الشعور بالأمان والطمأنينة. الألواح الخشبية في الجدران، أرضيات الباركيه، الأثاث المصنوع من خشب طبيعي غير مصقول، كلها تخلق بيئة يستشعرها الضيف كمساحة مألوفة، لا كغرفة مؤقتة.

دراسات على التأثير الحسي

كشفت دراسات في علم النفس البيئي أن النزلاء الذين أقاموا في غرف ذات طابع خشبي متوازن عبّروا عن مشاعر “الدفء والخصوصية والهدوء” بمعدلات أعلى من أولئك الذين أقاموا في غرف يغلب عليها المعدن أو الزجاج أو اللون الأبيض الساطع. إذ تُحفز الخامات الطبيعية مثل الخشب الجهاز العصبي على إفراز شعور بالراحة المرتبط بذاكرة الطفولة والبيئة الحميمية.

متى تنقلب النسبة ضد الشعور بالراحة؟

رغم أن الخشب يرمز للدفء، إلا أن الإفراط في استخدامه قد يعكس شعورًا بالثقل أو التكدس البصري، خاصة إذا كان من نوع داكن أو بنقوش كثيفة. لذلك، تلجأ بعض الفنادق إلى موازنة الخشب مع ألوان محايدة، أو إدخاله في عناصر بسيطة كالطاولات واللوحات الجدارية، لضبط الإيقاع البصري ومنع شعور الانغلاق.

الخشب الذكي والتجربة الرقمية

مع صعود التكنولوجيا، بدأت الفنادق الذكية تستخدم مواد خشبية “معدّلة رقميًا”، تجمع بين الشكل الطبيعي والتفاعل التقني، مثل الطاولات الذكية المصنوعة من خشب طبيعي مدمج بشاشات لمسية. هذا الدمج يسمح بالاحتفاظ بالدفء البصري واللمسي للخشب مع الحفاظ على الطابع العصري المطلوب في الفنادق الحديثة.

فنادق تستثمر في التجربة الحسية

فنادق كـ”Zoku” في أمستردام و”Muji Hotel” في طوكيو، استخدمت الخشب بذكاء كعنصر أساسي في هويتها التصميمية، لتعزيز شعور الضيف بالانتماء والمكوث، ما انعكس على معدلات التقييم والإقامة الممتدة مقارنة بفنادق تعتمد على التصاميم الباردة والمجردة.

اقرأ أيضًا: المرايا والزوايا العمياء.. كيف تعيد الفنادق تشكيل الإدراك البصري للمساحة؟