المرايا والزوايا العمياء.. كيف تعيد الفنادق تشكيل الإدراك البصري للمساحة؟
إم إيه هوتيلز – خاص
لا تُستخدم المرايا في الفنادق لمجرد التجميل أو لأداء عملي، بل أصبحت أداة تصميمية ذكية لإعادة صياغة إدراك الضيف للمكان. وعندما تُوظف بذكاء داخل الغرف، يمكن أن تخدع العين لتمنح إحساسًا بالاتساع، أو تعزز الشعور بالخصوصية، أو حتى تثير فضول الضيف تجاه الزوايا المخفية.
المرايا كامتداد بصري للمكان
عند تثبيت المرآة في مواجهة نوافذ أو فتحات واسعة، تُضاعف المساحة ضوئيًا وتعكس الطبيعة الخارجية، ما يخلق شعورًا بالانفتاح حتى في الغرف الصغيرة. وقد باتت هذه التقنية مستخدمة في غرف الفنادق الحضرية التي تعاني من محدودية المساحة، حيث تساهم المرايا في كسر الحدود الحقيقية للجدران دون تغييرات معمارية.
توجيه النظر وتخفيف الزوايا العمياء
في بعض تصاميم الغرف، قد تُخلق “زوايا ميتة” يصعب على الضيف فهم امتداد الغرفة فيها أو رؤية محتوياتها، مما يُضعف الشعور بالراحة. إدخال المرايا على نحو مائل أو ضمن تصاميم مدمجة في الجدران يزيل هذا اللبس ويعيد توجيه الإدراك البصري، فيشعر الضيف بأن الغرفة أكثر وضوحًا وتنظيمًا مما هي عليه في الواقع.
التأثير النفسي للمرآة في الضيافة
مرآة بطول الجسم بجانب الباب، أو مرآة خفية ضمن الأثاث، تمنح الضيف شعورًا بالخصوصية والاستعداد. وتشير دراسات سلوكية إلى أن وجود المرآة في المكان المناسب يزيد من وعي النزيل بالمساحة من حوله، ويقلل من التوتر الناتج عن الشعور بالضيق أو الغموض.
اللعب بالإضاءة والانعكاسات
عندما تُستخدم الإضاءة بجانب المرايا، ينعكس الضوء ويعزز الإشراق في الزوايا، ما يمنع الإحساس بالعتمة أو الخفاء، ويعيد التوازن البصري داخل الغرفة. وهنا، لا تعود المرآة مجرد سطح عاكس، بل جزء من منظومة حسية تهدف إلى خلق تجربة مريحة وآمنة للضيف.
أمثلة من السوق الفندقي
فنادق مثل “CitizenM” و”Mama Shelter” باتت تستخدم المرايا بطرق مبتكرة داخل الغرف، مثل تثبيتها على السقف أو دمجها في الأبواب، لخلق تجربة حسية غير تقليدية تجعل النزيل يعيد اكتشاف الغرفة في كل زاوية.
اقرأ أيضًا: صوت فتح الباب.. كيف يؤثر على توقعات النزيل؟





