كيف تُحدث نسبة الزجاج في الغرفة تأثيرًا غير واعٍ على شعور الضيف بالحرية؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الضيافة المعاصرة، لا يُعد تصميم الغرف مجرد مسألة جمالية، بل يُعامل كأداة نفسية تبني انطباعات لا تُقال. أحد أبرز العناصر التي تؤثر في الشعور اللاواعي للنزيل هو نسبة الزجاج داخل الغرفة، سواء أكان في النوافذ، الأبواب، أو حتى الجدران الزجاجية الداخلية. فهل هناك علاقة بين اتساع الزجاج وشعور الضيف بالحرية؟ ولماذا تشعر بعض الغرف “بالمساحة” رغم صغرها الفعلي؟
الزجاج كأداة لتوسيع الإدراك البصري
تُظهر الدراسات في علم النفس البيئي أن رؤية المساحات الخارجية – سواء كانت مدينة، حديقة، أو حتى شارع – تخلق لدى الإنسان شعورًا بالانفتاح والسيطرة. وعند استخدام الزجاج بنسبة كبيرة، تتراجع الحدود الصلبة للغرفة وتتحول المساحة من مغلقة إلى ممتدة بصريًا، مما يرفع الشعور بالحرية ويقلل الإحساس بالاحتجاز.
العلاقة بين الزجاج والضوء الطبيعي
كلما زادت مساحة الزجاج، زادت كمية الضوء الطبيعي الداخل، وهو عنصر مرتبط فسيولوجيًا بتحسين المزاج وتقليل التوتر. في الفنادق، تساعد هذه الإضاءة على إحداث توازن نفسي يجعل الغرفة تبدو أكثر دفئًا وطمأنينة، حتى دون تفاعل بشري مباشر.
الزجاج كجسر بين الخصوصية والانفتاح
الفنادق الذكية تستخدم حلولًا مبتكرة كالنوافذ ذات التعتيم التلقائي أو الزجاج المُضلل، لتمنح الضيف شعورًا بالخصوصية دون التنازل عن الإحساس بالاتساع. فالنزيل يرى الخارج، بينما يحافظ على مساحته، ما يعزز من إحساسه بالتحكم والراحة.
هل تُقلق النوافذ الكبيرة بعض النزلاء؟
رغم مزاياها، قد تُشعر بعض النوافذ الزجاجية الممتدة نزلاءً معينين بعدم الأمان أو التعرّض، خصوصًا إذا كانت تطل على مساحات قريبة من الأبنية الأخرى أو لا توفّر حلول تعتيم فعالة. وهنا يأتي دور التصميم الحسي الذي يُراعي هذه التفاوتات في الطباع الثقافية والنفسية.
الزجاج داخل الغرفة.. فصل بلا جدران
لا يقتصر الأمر على النوافذ، بل يشمل استخدام الزجاج داخل الغرفة (بين الحمام ومنطقة النوم مثلًا)، وهو ما يعزز تدفق الضوء ويوحي باتساع المساحة، ويُقلّل من الشعور بوجود “مناطق معزولة”، خاصة في الغرف الصغيرة.
الفنادق الفاخرة والنوافذ البانورامية
في الفنادق التي تطل على مناظر طبيعية أو معمارية جذابة، يكون الزجاج هو العنصر الأهم في التجربة البصرية. النافذة الكبيرة ليست مجرد فتحة، بل عنصر تسويقي يحمل النزيل إلى المشهد، ويخلق إحساسًا بالحرية والانتماء في آن واحد.
اقرأ أيضًا: الغرف الدافئة بصريًا.. كيف تخلق الفنادق إحساسًا بالترحاب باستخدام الألوان والملمس؟
