الطريق البصري للنزيل داخل اللوبي.. كيف تتحكم الفنادق في اتجاه عيون الضيف؟
إم إيه هوتيلز – خاص
بمجرد دخول النزيل إلى بهو الفندق، تبدأ رحلة بصرية غير واعية تشكل انطباعه الأول. في هذه اللحظات القليلة، لا تُترك حركة العين للصدفة، بل توجهها عناصر مدروسة بعناية من قبل المصممين: من الإضاءة إلى الألوان، من نقاط الجذب البصري إلى التوازن بين الحركة والهدوء. فما هو “الطريق البصري”؟ وكيف تستخدمه الفنادق لصياغة تجربة استقبال ذكية ومؤثرة؟
تعريف الطريق البصري داخل اللوبي
الطريق البصري هو المسار الذي تتبعه عينا النزيل لحظة دخوله. تبدأ بنقطة الجذب الأولى (كالزهور، أو قطعة فنية، أو الاستقبال)، وتمتد نحو الأركان التي تريد الإدارة إبرازها (مثل منطقة الجلوس، أو المصعد، أو المقهى). وتُبنى هذه الرحلة على قواعد في علم الإدراك البصري والسلوك المكاني.
كيف تتحكم الإضاءة في حركة النظر؟
الإضاءة الساطعة تُوجّه العين تلقائيًا. لذا تلجأ الفنادق الذكية إلى تسليط الضوء على نقطة محددة، كمنضدة الاستقبال أو عمل فني في المنتصف، لإيصال الضيف نحوها دون كلمات. كما تُستخدم الإضاءة الخافتة لتهميش بعض الزوايا غير المرغوب في أن يراها النزيل فورًا (كمنطقة الحقائب أو الممرات الجانبية).
الدور الحاسم للون والتباين
الألوان المتضادة تُبرز العناصر وتجذب النظر، بينما الألوان المتناغمة تهدئ العين وتُشجع على التوقف أو الجلوس. فمثلًا، وضع لوحة حمراء على جدار رمادي خلف الاستقبال يُرغم العين على التوجه إليها. كما يُستخدم التباين بين الأرضيات أو الزخارف لتوجيه الخطوات، لا النظر فقط.
تأثير الأثاث والفراغات
طريقة توزيع الأرائك، والكراسي، والمسارات الواسعة أو الضيقة، كلّها توجه العين والجسد معًا. وضع الأثاث بطريقة تُظهر الاستقبال في خط البصر، وتحجب ما خلفه من مكاتب أو أعمال تشغيلية، هو قرار تصميمي يهدف إلى التحكم بالانطباع.
كيف تخلق العناصر المعمارية اتجاهًا نفسيًا؟
الأقواس، الأعمدة، أو حتى الألواح الزجاجية يمكن أن تشكل إطارًا بصريًا يدفع العين إلى نقطة محددة في المشهد، وكأنها نافذة تُرشد الضيف إلى ما يجب أن يراه أولًا. هذا “الإخراج البصري” يخلق انطباعًا أن الفندق منظم، ويعرف تمامًا كيف يستقبل زواره.
بين الفخامة والوضوح
بعض الفنادق تميل إلى الفخامة المبهرة في المدخل، مما يجعل الطريق البصري مزدحمًا، فيتشتت الضيف بين عناصر كثيرة. في المقابل، تسعى فنادق أخرى إلى بساطة ووضوح يضمنان سلاسة الحركة البصرية، مما يعكس “احترافية هادئة” وراحة نفسية.
التكنولوجيا كدليل بصري
تُستخدم الشاشات التفاعلية، الإضاءة المتغيرة، أو اللوحات الرقمية لتوجيه نظر الضيوف إلى الخدمات، العروض، أو حتى التعليمات، مما يُثري التجربة ويجعل النزيل يشعر بأنه دائمًا في المكان الصحيح دون الحاجة للسؤال.
اقرأ أيضًا: كيف تُحدث نسبة الزجاج في الغرفة تأثيرًا غير واعٍ على شعور الضيف بالحرية؟
