حجم المصعد في الفنادق.. تفصيلة معمارية تُغيّر ولاء الضيوف؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في مشهد الضيافة المتسارع نحو الذكاء والراحة، يظل حجم المصعد عنصرًا معماريًا “صامتًا” لكنه فعّال في تشكيل تجربة النزيل. ورغم أن كثيرًا من الفنادق تضع كامل تركيزها على فخامة الغرف وأناقة اللوبي، إلا أن تفاصيل مثل سعة المصعد وسرعته قد تكون حاسمة في رسم الانطباع الفوري وإدارة توقيتات النزيل بدقة، خصوصًا في أوقات الذروة.
أول انطباع.. ثوانٍ تصنع فارقًا في التقييم
يبدأ النزيل في الحكم على الفندق أحيانًا من لحظة انتظاره للمصعد. إذا طال الوقت، أو شعر بالاكتظاظ، فإن مزاجه ينخفض قبل حتى أن يصل إلى غرفته. هذا الأثر النفسي الأولي يتضاعف في الفنادق الشاهقة أو تلك التي تضم عددًا كبيرًا من الغرف دون مصاعد كافية أو بحجم غير مناسب.
سعة المصعد.. علاقة مباشرة مع نوع النزلاء
فنادق رجال الأعمال تحتاج إلى مصاعد أسرع بسعة متوسطة لتقليل وقت التنقل بين الاجتماعات، في حين تحتاج الفنادق العائلية إلى مصاعد أوسع لاستيعاب العربات والحقائب. فالتصميم لا يجب أن يُراعي فقط أعداد النزلاء، بل طبيعة إقامتهم واستخدامهم اليومي.
الزمن والخصوصية.. معايير خفية لكنها حاسمة
المصعد الضيق يفرض قُربًا جسديًا غير مريح بين النزلاء، ما يُؤثر على الإحساس بالخصوصية. أما المصاعد ذات الأبواب البطيئة أو التي تتوقف في كل طابق بسبب الزحام، فتُشعر الضيف بالإرهاق الذهني وتقلل من شعوره بالتحكم في وقته داخل الفندق.
تصميم المصعد يعكس فلسفة الفندق
الفنادق الذكية بدأت في استخدام مصاعد ذكية مزوّدة بشاشات تفاعلية، إضاءة ديناميكية، وموسيقى خافتة، لتوفير تجربة أكثر راحة. بل إن بعض الفنادق الفاخرة تُخصص مصاعد مباشرة للأجنحة، ما يعكس فهمًا عميقًا لتفضيلات الضيوف الباحثين عن التميز والخصوصية.
المصعد في حالة الأزمة.. اختبار للثقة
في حالات الطوارئ أو الضغط العالي مثل المؤتمرات أو المواسم السياحية، يبرز المصعد كمؤشر حقيقي على كفاءة التشغيل. نزيل الفندق لا يهتم بعدد النجوم في تلك اللحظة، بل بسرعة وصوله لغرفته أو مغادرته منها، وهو ما قد يحوّل تجربة الإقامة إلى مدح دائم أو شكوى مزمنة.
اقرأ أيضًا: لماذا تختار الفنادق الذكية تصميم الأثاث المتنقل داخل الغرف؟





