كيف تؤثر إضاءة الممرات على شعور الضيف بالأمان ليلاً؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الضيافة، لا تُقاس الراحة فقط بترف الأثاث أو رفاهية الخدمة، بل تشمل أيضًا تفاصيل بيئية قد يراها البعض بسيطة، كإضاءة الممرات. فحين يسير النزيل ليلاً في ممر الفندق، لا يلاحظ فقط طريقه نحو الغرفة، بل يشعر – على مستوى لا واعٍ – بدرجة الأمان والطمأنينة التي توفرها الإضاءة المحيطة به.
الإضاءة كعامل نفسي قبل أن تكون وظيفية
ليست المسألة مجرد إنارة للممر. الإضاءة الضعيفة جدًا قد تُشعر الضيف بالارتباك، أو تثير القلق من التعثر أو عدم رؤية من يمر بجانبه. في المقابل، الإضاءة الشديدة البيضاء قد تُشعره بالقلق أو بعدم الخصوصية. هنا، يلعب التوازن بين شدة الإضاءة ودفئها دورًا أساسيًا في ضبط مزاج النزيل وإحساسه بالأمان.
زاوية توزيع الضوء.. دلالة خفية على الاحترافية
حين تكون الإضاءة موجهة نحو الأرض والجدران بتدرجات لونية ناعمة، يشعر الضيف بأن الفندق اهتم بتجربته الحسية، لا فقط بوظيفية الإضاءة. هذا النوع من التصميم يُقلل من التوهج المباشر في العين، ويُعزز الانطباع بأن المكان مُدار بعناية، ما يزيد شعور الطمأنينة خاصة في أوقات الليل أو عند عودة الضيف متأخرًا.
الضوء والإشارات البصرية.. خرائط خفية للتوجيه
إضاءة الممر لا تعني فقط الرؤية، بل أيضًا التوجيه. المصابيح الموضوعة عند تقاطعات الممرات أو بجوار أرقام الغرف، تساعد الضيوف في التنقل بسهولة. كلما كان الضوء مصممًا ليقود النزيل دون حاجة لتفكير زائد، شعر بأنه في مكان “مفهوم” وآمن، وهذا يُترجم في التقييمات لاحقًا.
تأثير الصوت والظل في المساحات الليلية
في غياب الإضاءة الجيدة، يخلق الظل إحساسًا بالتيه أو القلق، خاصة في الممرات الطويلة أو الزوايا المعتمة. الأسوأ أن تترافق الإضاءة الخافتة مع صدى أصوات الأقدام أو صوت إغلاق الأبواب، ما قد يرفع القلق لدى الضيوف الحساسين. لذلك، تحرص بعض الفنادق على دمج أنظمة إضاءة خافتة مستقرة، تُقلل من الشعور بالعزلة أو المفاجأة.
التمييز بين الفنادق الحديثة والتقليدية
الفنادق التي تستخدم أنظمة ذكية لضبط شدة الإضاءة حسب التوقيت ودرجة الحركة في الممر، تُحقق توازنًا بصريًا يُريح الضيف ويشعره بأنه “مُراقب بأمان” لا بتطفل. أما الفنادق التي تستخدم إضاءة ثابتة أو معطّلة، فقد تترك لدى النزيل شعورًا بالقلق، حتى وإن لم يُعبر عنه مباشرة.
اقرأ أيضًا: حجم المصعد في الفنادق.. تفصيلة معمارية تُغيّر ولاء الضيوف؟





