/*AMP*/
المدونة

الدرج الداخلي في الفنادق.. متى يتحول من طابع كلاسيكي إلى إزعاج عملي؟

30 Views

الدرج الداخلي في الفنادق.. متى يتحول من طابع كلاسيكي إلى إزعاج عملي؟

إم إيه هوتيلز – خاص

لطالما ارتبط الدرج الداخلي في تصميم الفنادق بطابع أرستقراطي أو كلاسيكي يُذكّر بالقصور والبيوت الفخمة. لكن ما كان يومًا رمزًا للذوق المعماري، بات أحيانًا محل تساؤل عملي، خاصة في عصر الراحة المطلقة والخدمة الذكية. فمتى يُضفي وجود الدرج الداخلي في الفندق إحساسًا بالأناقة والرقي؟ ومتى يتحول إلى عائق لا يتناسب مع إيقاع النزيل العصري؟

الدرج كعنصر تصميمي يروي قصة المكان
في العديد من الفنادق التراثية أو البوتيكية، يُستخدم الدرج الداخلي ليعكس أصالة البناء، ويمنح الضيف تجربة عبور حسية — بين الطابق الأرضي وصالة الجلوس، أو من البهو إلى المكتبة. هنا يصبح الدرج جزءًا من القصة البصرية التي يرويها المكان، ويضيف بعدًا إنسانيًا للتنقل.

لكن هذه التجربة قد تنقلب إلى مشقة حين لا تكون مصحوبة ببدائل واضحة أو تصميم عملي يُراعي كل فئات النزلاء، خاصة من لديهم احتياجات حركية خاصة أو أمتعة ثقيلة.

متى يفقد الدرج وظيفته ويُصبح عبئًا؟
الدرج الداخلي يفقد قيمته فور أن يتحول إلى الطريق الوحيد بين الخدمات الأساسية — مثل الغرفة والحمام أو مكان الطعام — دون توفير مصعد بديل أو منحدر مساعد. كذلك، إذا كان الدرج شديد الانحدار أو ضيقًا، أو يؤدي إلى مناطق غير واضحة، فإنه يُربك الضيف أكثر مما يُرغبه.

بعض الفنادق تقع في خطأ شائع: استخدام الدرج لتقسيم الغرفة الواحدة إلى مستويين غير متكافئين. هذا قد يبدو جذابًا عند التصوير، لكنه مرهق عند الاستخدام المتكرر، خاصة في ساعات الليل أو عند حمل الأغراض.

صوت الخطوات.. عامل إزعاج لا يُحسب غالبًا
الدرج، عندما يكون في قلب التصميم الداخلي أو مفتوحًا على الردهات، قد ينقل الأصوات بسهولة من طابق إلى آخر. الضيف الذي يسكن قرب الدرج قد يعاني من أصوات الخطى، أو حتى الصدى الناتج عن حركة متكررة، ما يؤثر سلبًا على راحة النوم أو الإحساس بالهدوء.

الفنادق التي تعتمد على الدرج كعنصر رئيسي دون معالجة صوتية كافية تُخاطر بأن يتحول من لمسة جمالية إلى نقطة ضعف واضحة.

الطابع البصري لا يعوّض عن الوظيفة
حتى أكثر الدرجات أناقة — تلك المصممة من رخام فاخر أو أخشاب نادرة — لا تُعفي الفندق من مسؤولية ضمان السلامة والسهولة. الضيف الذي يتعثر أو يُضطر لحمل حقيبة ثقيلة عبر عدة درجات دون خيار آخر، سيشعر أن التصميم اختار الجمال على حساب الراحة.

ولهذا، فإن بعض الفنادق الذكية تحتفظ بالدرج كعنصر بصري متاح، دون أن تُجبر النزيل على استخدامه. هو خيار إضافي لا عبءً إلزامي.

بين الطابع الكلاسيكي والاحتياج العصري
الفنادق التي تنجح في استخدام الدرج الداخلي هي تلك التي تفهم كيف تدمج التاريخ بالوظيفة. الدرج يُمكن أن يبقى كرمز للرقي، طالما لم يتحول إلى اختبار لقوة النزيل البدنية. وعندما يُصمّم بطريقة مدروسة — من حيث الارتفاع، العزل، والإضاءة — يصبح إضافة للهوية، لا عبئًا على التجربة.

اقرأ أيضًا: الإضاءة الخافتة في المصاعد.. راحة بصرية أم شعور بالضيق؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى