الإضاءة الخافتة في المصاعد.. راحة بصرية أم شعور بالضيق؟


الإضاءة الخافتة في المصاعد.. راحة بصرية أم شعور بالضيق؟
إم إيه هوتيلز – خاص
في عالم الفنادق، يُعتبَر المصعد ليس مجرد وسيلة انتقال، بل مساحة مصغّرة من التجربة العامة. لذلك، فإن تصميمه — صوتًا، خامة، وإضاءة — يشكّل رسالة صامتة لما ينتظر الضيف في الأعلى أو الأسفل. ومع تزايد الاعتماد على الإضاءة الخافتة في المصاعد، يبرز تساؤل دقيق: هل تمنح هذه الإضاءة راحة بصرية تساعد على الاسترخاء؟ أم تولّد شعورًا خفيًا بالضيق والعزلة؟
المصعد كمساحة انتقالية تنقل المشاعر أيضًا
المصعد في الفندق ليس مكانًا للإقامة، لكنه أيضًا ليس حياديًا تمامًا. هو الانتقال بين لحظتين: من البهو إلى الغرفة، من المطعم إلى الطابق العلوي، من صالة الاجتماعات إلى وقت الراحة. وكل ما يمر فيه النزيل — من موسيقى، إضاءة، وحتى صوت الأزرار — يترك أثرًا لحظيًا يتراكم في الذاكرة.
لهذا، فإن استخدام إضاءة خافتة جدًا قد يهدّئ العين، لكنه في بعض الحالات يربك الحواس ويقلّل الإحساس بالاتساع أو الأمان.
الخافت لا يعني الغامض.. التوازن هو الحاسم
حين تُستخدم الإضاءة الخافتة بشكل محسوب، تُعطي للمصعد طابعًا راقيًا ومهدّئًا. خاصة في الفنادق الفاخرة، حيث يرتبط الضوء الخفيف بالهدوء، الخصوصية، وربما لمسة من الرقي المظلم. لكن إن تجاوزت الإضاءة الحد الأدنى للراحة البصرية، فإنها تخلق بيئة مغلقة نفسيًا، وتجعل الضيف أكثر وعيًا بمساحة المصعد الضيقة.
الإنارة غير الكافية قد تُشعر البعض بالاختناق أو توتّر غير مبرَّر، خصوصًا إن كان المصعد مزدحمًا أو بطيء الحركة.
الضوء والمرايا.. شراكة ضرورية لتوسيع الإحساس
المرايا داخل المصعد تلعب دورًا تكميليًا للإضاءة. فعندما تكون الإضاءة خافتة والمرايا غائبة أو صغيرة، يتقلص الشعور البصري بالمساحة. لكن حين تُدمج الإضاءة الخفيفة مع مرايا واسعة أو أسطح عاكسة، يُمكن تحقيق توازن بين الخصوصية والشعور بالاتساع.
الفندق الذكي لا يقلل الضوء ليُخفي العيوب، بل يضبطه ليُرشد المزاج — دون أن يُضعف الإحساس بالاتجاه أو الوعي بالمكان.
السلامة أولًا.. لا تساوم عليها الإضاءة
الإضاءة المنخفضة قد تُعطي إحساسًا بالدفء، لكنها لا يجب أن تؤثر على وضوح الرؤية داخل المصعد. رؤية الأزرار بوضوح، قراءة الأرقام، الإحساس بالحدود والمسافات — كلها عوامل أمان لا يمكن التضحية بها لصالح المزاج الجمالي.
ولهذا، تُعتمد حلول تقنية مثل إضاءة خافتة للجدران مع تسليط ضوء موجه على لوحة التحكم، أو نظام إضاءة يتغير تدريجيًا حسب توقيت اليوم، فيُضبط ليلاً دون أن يُغرق المصعد في الظلام.
المصعد ليس استراحة، لكنه ليس حياديًا أيضًا
نعم، المصعد ليس غرفة معيشة، لكنه أيضًا ليس فراغًا وظيفيًا محضًا. وقرار مثل نوع الإضاءة فيه يُرسل رسالة ضمنية للنزيل: نحن نهتم بالانتقال كما نهتم بالوصول. الإضاءة، هنا، تُقاس بتأثيرها الشعوري، لا فقط بوحدات “اللومن”.
اقرأ أيضًا: حجم التلفاز بالغرفة.. هل يعكس تصنيف الفندق فعليًا؟