M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

التكنولوجيا في صناعة الضيافة.. الفرص والتحديات في بيئة متحوّلة
المدونة

التكنولوجيا في صناعة الضيافة.. الفرص والتحديات في بيئة متحوّلة

التكنولوجيا في صناعة الضيافة.. الفرص والتحديات في بيئة متحوّلة

إم إيه هوتيلز – خاص

في عالم تتسارع فيه التقنيات وتتبدّل فيه سلوكيات المستهلك، لم تعد صناعة الضيافة بعيدة عن التحوّلات الرقمية التي تعيد رسم معالم التشغيل والتجربة معًا. الورقة البحثية “Technology in Hospitality Industry: Prospects and Challenges” تسلط الضوء على الفرص الواسعة التي تتيحها التكنولوجيا للفنادق والمنشآت السياحية، مقابل تحديات تنظيمية، مالية، وبشرية قد تُبطئ من وتيرة التحول.

البحث لا يقدّم توصيفًا تقنيًا فقط، بل يدرس التكنولوجيا كعامل استراتيجي لإعادة تعريف العلاقة بين الضيف والمنشأة، ويحلل طبيعة التحوّل عبر محاور متعددة.

ما بين التشغيل الذكي وتجربة الضيف الشخصية

تُظهر الورقة كيف غيّرت التكنولوجيا وجه العمل الفندقي، من خلال أنظمة الحجز الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، تطبيقات الخدمة الذاتية، والتشغيل الآلي في الغرف والمرافق. لم يعد الهدف فقط تحسين الكفاءة، بل خلق تجربة ضيافة تستبق توقعات الضيف، تتكيّف معه، وتتفاعل مع بياناته لحظة بلحظة.

الفرصة هنا لا تكمن في استبدال الموظف، بل في إعادة توزيع الأدوار ليصبح العنصر البشري أكثر تفرغًا للتجربة التفاعلية، وأقل انشغالًا بالإجراءات التقليدية.

تحديات الواقع.. من الفجوة التقنية إلى مقاومة التغيير

تؤكد الدراسة أن التكنولوجيا لا تُطبق في فراغ، بل تواجه مقاومة داخلية من بعض الإدارات، وضعفًا في البنية التحتية، وتفاوتًا في كفاءة الفرق العاملة. هناك مؤسسات سياحية لا تزال ترى التكنولوجيا كمصروف، لا كاستثمار، ما يخلق فجوة بين ما يطلبه الضيف العصري، وما يستطيع الفندق تقديمه.

كما أن التحدي لا يقتصر على توفير النظام، بل في تدريب الطواقم عليه، دمجه بسلاسة في العمليات، والتعامل مع الأعطال والتحديثات بمرونة احترافية.

البيانات.. من التتبع إلى اتخاذ القرار

واحدة من أبرز الفرص التي تقدمها التكنولوجيا هي القدرة على جمع وتحليل البيانات التشغيلية والسلوكية. يمكن للفندق اليوم أن يعرف بدقة ما يفضله الضيف، متى يستخدم المرافق، كيف يتفاعل مع العروض، ومتى يُرجّح أن يعود.

لكن هذا الكم من البيانات لا يتحوّل إلى قيمة إلا إذا استُخدم لتحسين القرار، وتخصيص التجربة، ورسم سياسات تسعير وتسويق أكثر دقة. كما تطرح الورقة أسئلة أخلاقية حول حماية الخصوصية، وتأمين المعلومات، وبناء الثقة الرقمية.

الرؤية الاستراتيجية.. التكنولوجيا ليست مشروعًا بل ثقافة

تختم الورقة بالتأكيد على أن التكنولوجيا لا يجب أن تُفهم كمجموعة أدوات، بل كتحوّل في طريقة التفكير. الفندق الذي يُقرّر إدماج التقنيات عليه أن يُغيّر من طريقة إدارته، وأن يبني ثقافة داخلية تقبل التعلّم المستمر، الاختبار، والتحديث.

التميّز الفندقي في المستقبل لن يُقاس فقط بالخدمة، بل بسرعة التكيّف التقني، وعمق التفاعل الذكي مع الضيف والبيئة التشغيلية.

اقرأ أيضًا: تصورات طلاب السياحة والفنادق تجاه العمل الفندقي.. دراسة حالة جامعة الإسكندرية

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *