تصورات طلاب السياحة والفنادق تجاه العمل الفندقي.. دراسة حالة جامعة الإسكندرية
إم إيه هوتيلز – خاص
رغم ازدهار قطاع الضيافة وتوسع فرصه التشغيلية، لا تزال هناك فجوة بين طموحات طلاب كليات السياحة والفنادق وتوجههم الفعلي نحو سوق العمل الفندقي. دراسة الحالة التي أجريت على طلاب كلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية تفتح هذا الملف المهم، مُسلطة الضوء على تصورات الطلاب، دوافعهم، مخاوفهم، وتطلعاتهم بشأن العمل في الفنادق، وتُبرز الفجوة بين التكوين الأكاديمي والتجربة المهنية المتوقعة.
بداية الطريق.. لماذا لا ينجذب الجميع للفنادق؟
تكشف الدراسة أن جزءًا كبيرًا من الطلاب ينظر إلى العمل الفندقي كفرصة مؤقتة، لا كمسار مهني طويل الأمد. يُرجع كثيرون ذلك إلى ساعات العمل الطويلة، الضغوط اليومية، وتواضع الرواتب مقارنة ببذل الجهد.
الطلاب، كما تُظهر النتائج، لا يفتقرون إلى الشغف بالضيافة، لكنهم يُصابون بالإحباط عند مواجهة الواقع العملي، الذي غالبًا ما يفتقر لبيئة تحفيزية، أو لمسارات ترقّي واضحة. هذا الانطباع الأولي يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تصوراتهم منذ السنوات الأولى في الكلية.
دور الكلية.. إعداد أكاديمي أم تهيئة نفسية؟
تُشير الدراسة إلى أن المناهج الدراسية تركز بشكل أساسي على الجوانب النظرية، مع تغطية محدودة للممارسات الواقعية والتحديات اليومية في الفنادق.
كما يُلاحظ غياب دور الإرشاد المهني داخل الكلية، مما يجعل الطالب غير مستعد نفسيًا للتعامل مع ثقافة العمل الفندقي. فالكثيرون يدخلون التدريب دون تصور دقيق عن بيئة الفنادق، ثم يُصدمون بفارق التوقعات، ما يضعف ارتباطهم المهني بالمجال.
الطموح والهوية.. هل ترتبط الفندقة بالاستقرار؟
واحدة من الملاحظات اللافتة في الدراسة أن العمل الفندقي يُنظر إليه من قبل بعض الطلاب باعتباره غير متوافق مع الطموح الاجتماعي التقليدي. في مجتمعات ما زالت تُفضّل الوظائف الحكومية أو المهن المستقرة ذات الدوام الثابت، يُواجه العمل الفندقي وصمة مهنية ضمنية، خاصة في حالة العمل الليلي أو الموسمي.
وهذا الانطباع يُثني كثيرًا من الطالبات على وجه الخصوص عن الاستمرار في المسار الفندقي بعد التخرج، رغم تفوقهن الأكاديمي.
كيف يمكن تغيير التصورات وبناء الارتباط المهني؟
توصي الدراسة بتكامل حقيقي بين الكلية وقطاع الفنادق، عبر برامج تدريب واقعية تبدأ مبكرًا، وإدماج مهنيين من القطاع في تدريس بعض المساقات، إلى جانب توفير مسارات واضحة للترقّي الوظيفي، ونماذج ناجحة لخريجين أثبتوا تفوقهم في هذا المجال.
التحوّل في التصورات، كما توضح الدراسة، لا يأتي بمحاضرة أو حملة توعية، بل ببناء بيئة عمل تشجّع على الانتماء، وتحترم الكفاءة، وتكافئ الالتزام.
اقرأ أيضًا: تأثير التكنولوجيا الحديثة على تجربة النزلاء في الفنادق المصرية





