M A hotels | إم ايه هوتيلز

الموقع الأول للعاملين في الفنادق في العالم العربي

كيف تغيّرت أنماط الإقامة وما الذي ينتظره النزلاء الجدد؟
المدونة

كيف تغيّرت أنماط الإقامة وما الذي ينتظره النزلاء الجدد؟

كيف تغيّرت أنماط الإقامة وما الذي ينتظره النزلاء الجدد؟

إم إيه هوتيلز – خاص

شهدت صناعة الضيافة في السنوات الأخيرة تحوّلًا جذريًا في فهم الإقامة الفندقية، ليس فقط على مستوى الشكل أو الخدمات، بل على مستوى المفهوم الكامل لما يعنيه أن “تقيم في فندق”. لم يعد النزيل يبحث عن سرير مريح وموقع مركزي فقط، بل أصبحت التوقعات أوسع، أكثر شخصية، وأكثر ارتباطًا بنمط الحياة والعمل والعلاقات الاجتماعية.

فبينما كان السفر سابقًا نشاطًا موسميًا ومناسباتيًا، أصبح اليوم جزءًا من نمط حياة دائم لدى كثيرين، خاصة في ظل انتشار العمل عن بُعد، وتغير توقعات الأجيال الجديدة، والبحث عن تجارب أكثر واقعية وتكاملًا مع الوجهة المقصودة.

من الإقامة الثابتة إلى التجربة المتنقلة

كان النزيل في السابق يدخل غرفته ويجد فيها نفس التكوين تقريبًا: سرير، مكتب، تلفاز، خزانة. كانت الغرف تتشابه بين فندق وآخر، بل وحتى بين قارة وأخرى. أما الآن، فقد أصبح النزيل يتوقع أن يشعر بأن الغرفة تعكس شخصيته واحتياجاته. فهو لا يبحث عن مجرد مكان للنوم، بل عن مساحة تُشعره بالراحة، التحفيز، والخصوصية.

الغرف الذكية التي تتفاعل مع رغبات الضيف، وتُضبط تلقائيًا بناءً على ملفه الشخصي، أصبحت نموذجًا جديدًا للإقامة. كما أن بعض الفنادق بدأت بتقديم خيارات تصميم مرنة داخل الغرف نفسها، بحيث يستطيع النزيل إعادة ترتيب الأثاث أو اختيار نمط الإضاءة حسب مزاجه أو الغرض من الإقامة.

النزيل الجديد لا ينفصل عن حياته اليومية.. بل ينقلها معه

النزيل اليوم لم يعد يأتي إلى الفندق ليهرب من روتينه، بل يجيء وفي نيته أن يواصل حياته المعتادة – لكن في بيئة أجمل وأكثر راحة. ولهذا فهو يحتاج إلى إنترنت قوي ومستقر، مساحة عمل مريحة داخل الغرفة أو في الأماكن العامة، وقنوات تواصل فورية مع خدمات الفندق.

كما أنه يتوقع أن يجد تطبيقًا رقميًا يُمكّنه من طلب الطعام، حجز الجلسات، الاطلاع على الفعاليات، وحتى استلام فواتيره دون الحاجة للتواصل المباشر أو المرور بمكتب الاستقبال. هذه التجربة الرقمية المتكاملة لم تعد رفاهية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من الحكم على جودة الإقامة.

الفنادق تعيد بناء العلاقة مع الضيف.. من لحظة الحجز حتى بعد المغادرة

لم تعد تجربة النزيل تبدأ عند دخوله الفندق، بل منذ اللحظة التي يُفكّر فيها بالحجز.
النزلاء اليوم يتوقعون أن يكون الموقع الإلكتروني للفندق متجاوبًا، سهل التصفح، ويُقدّم صورًا ومعلومات دقيقة، بل وربما جولة افتراضية للغرفة والمرافق. وبعد الحجز، يبدأون بمقارنة خيارات الوصول، خدمات النقل، وحتى الاطلاع على برامج المدينة.

وخلال الإقامة، يريدون أن يشعروا بأن الفندق يتذكرهم، يعرف تفضيلاتهم، ويقدم لهم توصيات مخصصة. بل إن بعض الفنادق بدأت بمتابعة النزلاء بعد المغادرة برسائل شكر، استطلاعات رأي، أو عروض خاصة للإقامة المقبلة، في محاولة لإعادة تشكيل العلاقة من كونها صفقة عابرة إلى رابط مستمر.

الفرق بين فندق يواكب التحول وآخر يتمسك بالقديم

الفندق الذي يواكب التغيرات يُعيد تصميم نفسه داخليًا وخارجيًا.. فهو لا يكتفي بتحسين الغرف، بل يُراجع كل تفصيلة في التجربة: من شكل وجبة الإفطار، إلى كيفية تقديم المعلومة، إلى دور طاقم العمل في خلق جو من الألفة والاحتراف.

أما الفندق الذي يتمسك بالنمط القديم، فهو يخاطر بأن يُصبح خارج حسابات النزلاء الجدد، الذين يتنقلون بين التجارب المختلفة، ويقيّمون الخدمة بناءً على انسجامها مع نمط حياتهم لا فقط على أساس فخامتها أو نجومها.

تساؤلات الإدارة.. كيف نُعيد تعريف الإقامة؟

هذا التحول لا يعني إنكار الأسس التقليدية للفندقة، بل تطويرها.
الإقامة لم تعد ترتكز فقط على المكان، بل على الوقت والسياق والخدمة والشعور العام. النزلاء الجدد يُقيّمون كل لحظة، ويُشاركون انطباعاتهم على الفور. ولهذا فإن كل تفصيلة – من نوع الوسادة إلى لون الستائر – أصبحت تشكّل جزءًا من الحكاية التي ينقلونها عن الفندق.

إعادة تعريف الإقامة تبدأ من الإنصات، والتفاعل، والمرونة. إنها عملية مستمرة لا تُبنى بقرار واحد، بل بتراكم القرارات الذكية التي تُظهر أن الفندق ليس مكانًا للإقامة فقط.. بل تجربة للحياة.

اقرأ أيضًا: كيف تُصمم باقات شاملة تجذب نزلاء جدد؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *