الاستدامة في تشغيل الفنادق.. لم تعد خيارًا بل ضرورة
إم إيه هوتيلز – خاص
تواجه صناعة الضيافة اليوم تحديات غير مسبوقة تتعلق بالبيئة، الاقتصاد، ووعي المستهلك المتغير. في هذا السياق، لم تعد الاستدامة مجرد مبادرة علاقات عامة أو ترفًا اختياريًا، بل تحوّلت إلى عنصر جوهري في استراتيجيات التشغيل الفندقي. الفنادق التي لم تدمج الاستدامة في نموذجها التشغيلي باتت معرضة لخسارة ولاء النزلاء، وزيادة التكاليف، وضعف القدرة التنافسية.
مفهوم الاستدامة.. أوسع من إعادة التدوير
الاستدامة في التشغيل الفندقي لا تقتصر على تقليل استهلاك المياه أو استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، بل تشمل سلسلة كاملة من القرارات تمتد من تصميم المبنى إلى إدارة النفايات، واختيار الموردين المحليين، والتعامل مع الموظفين بطرق عادلة ومستدامة.
إنها فلسفة تشغيل تنظر إلى الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي لكل خطوة، وتسعى إلى تحقيق توازن بين الربحية والمسؤولية.
سلوك النزلاء يتغير.. والوعي يصنع التفضيلات
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة متزايدة من النزلاء، خاصة من الجيل Z وجيل الألفية، يفضلون الإقامة في فنادق تلتزم بالاستدامة، حتى لو كان السعر أعلى. يبحث هؤلاء الضيوف عن ممارسات واضحة مثل الحد من البلاستيك، دعم المجتمعات المحلية، وسياسات الطاقة النظيفة.
الفندق الذي يعكس هذه القيم لا يجذب فقط نزلاء جدد، بل يحفزهم على التفاعل، التوصية، والعودة المتكررة.
الكفاءة التشغيلية.. الربح عبر الترشيد الذكي
أثبتت التجارب أن الاستدامة تُترجم إلى أرباح ملموسة. استخدام أنظمة التحكم الذكي في الإضاءة والتكييف، الاستفادة من الطاقة الشمسية، والتقليل من الهدر الغذائي، جميعها تؤدي إلى تقليل التكاليف التشغيلية بشكل مباشر.
بل إن بعض الفنادق باتت تستثمر في حلول دائرية، مثل إعادة استخدام المياه الرمادية لري الحدائق، أو تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، مما يمنحها استقلالية جزئية عن تقلبات الموارد والأسعار.
مقارنة معمّقة.. فندق تقليدي مقابل فندق مستدام
الفندق التقليدي
يعتمد على أنظمة تشغيل تقليدية تستهلك الكثير من الطاقة والموارد، ويهدر فرصًا لبناء صورة ذهنية مسؤولة في السوق.
الفندق المستدام
يعتمد تقنيات موفرة، يستثمر في تدريب الموظفين على السلوك البيئي، ويصمم تجربة النزيل بطريقة تدعم القيم المستدامة دون المساس بالراحة أو الفخامة.
النتيجة
الفندق المستدام يحقق مزيجًا متوازنًا من الربحية طويلة الأمد والولاء العاطفي من النزلاء، بالإضافة إلى اعترافات دولية بشهادات بيئية مرموقة.
فهم أعمق.. هل تؤثر الاستدامة على تصنيف الفندق؟
الجواب نعم. العديد من برامج التصنيف العالمية، مثل LEED وGreen Globe، باتت تمنح نقاطًا إضافية للفنادق التي تلتزم بمعايير الاستدامة. هذه النقاط تُترجم إلى ميزات تسويقية أقوى، وتفتح أبواب التعاون مع كيانات السفر والشركات التي تضع معايير بيئية صارمة عند اختيار شركائها.
كما أن الاستدامة تؤثر في تصنيف الفندق لدى وكالات الحجز الإلكترونية، حيث أصبح بعضها يُبرز الفنادق “الخضراء” في نتائج البحث لتلبية تفضيلات شريحة النزلاء الواعين بيئيًا.
اقرأ أيضًا: أهمية استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل الفنادق





